تونس ودول البريكس: تقييم لمكاسب وتحديات الشراكة
أجرى الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي تحليلاً معمقاً لأحدث مؤشرات الاقتصاد التونسي الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء لعام 2025، مسلطاً الضوء على نتائج تقارب تونس مع مجموعة البريكس من منظور اقتصادي واجتماعي. يقدم هذا التقرير قراءة دقيقة حول ثلاثة محاور رئيسية:
أولاً – الأداء الاقتصادي: أظهرت البيانات الأخيرة تحسناً طفيفاً في معدلات النمو الاقتصادي، إلا أن الشكندالي يشير إلى أن هذا التحسن يبقى محدوداً بالنظر إلى اختلالات هيكلية لم تُعالج بعد، خاصة على مستوى تنويع القطاعات وتعزيز الاستثمارات الفعلية القادمة من دول البريكس.
ثانياً – سوق العمل والتشغيل: يواجه سوق العمل في تونس تحديات متزايدة، حيث تتفاقم معدلات البطالة، وبصفة خاصة بين فئة الشباب وحاملي الشهادات العليا. ورغم بعض محاولات الدعم والتعاون مع شركاء البريكس، لم تظهر بعد نتائج ملموسة على مستوى تقليص نسب البطالة أو توفير فرص عمل مستدامة.
ثالثاً – الميزان التجاري: يشير التقرير إلى ارتفاع مقلق في العجز التجاري خلال الفترة الأخيرة، حيث سجلت الواردات من دول البريكس ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالصادرات التونسية، ما يمثل ضغطاً إضافياً على الاقتصاد الوطني.
باختصار، يؤكد الشكندالي أن التعاون مع مجموعة البريكس يحمل إمكانية لفرص اقتصادية أكبر لتونس في المستقبل، لكنه يشدد في الوقت نفسه على ضرورة إصلاح المسارات الاقتصادية الداخلية لتتمكن تونس من الاستفادة الحقيقية من الشراكة، والحد من المخاطر المرتبطة بالاختلالات الهيكلية والتجارية.
