تونس وروسيا: آفاق جديدة للعلاقات الاقتصادية رغم التحديات

شهدت العلاقات الاقتصادية بين تونس وروسيا تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة رغم العقبات الاقتصادية العالمية والتحديات الداخلية في كلا البلدين. فقد شارك السيد بشير لنڨر، القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة تونس بروسيا، في المنتدى الاقتصادي الدولي الثاني “روسيا–إفريقيا إكسبو 2025” مشيرًا إلى أهمية تعزيز الشراكات العابرة للقارات، وخاصة مع روسيا كداعم استراتيجي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا.

يلعب التعاون التجاري بين تونس وروسيا دورًا أساسيًا في دعم الاقتصاد التونسي، إذ أن روسيا تعد من أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات التونسية، التي تتمثل بشكل أساسي في المنتجات الزراعية مثل زيت الزيتون والتمور والخضروات والفواكه، إضافة إلى المنسوجات والمنتجات الصناعية الخفيفة. في المقابل، تعتمد تونس على واردات الحبوب – خاصة القمح الروسي – لتغطية جزء مهم من احتياجاتها الغذائية، في ظل صعوبات تمويلية تعيشها البلاد نتيجة ارتفاع المديونية وتباطؤ النمو الاقتصادي.

ورغم هذا التعاون، أشار لنڨر إلى عقبات حقيقية تحد من تعميق الشراكة، منها عراقيل لوجستية ومالية وتحديات تتعلق بآليات الدفع والتحويلات البنكية بسبب العقوبات المالية المفروضة على روسيا، بالإضافة إلى الحاجة لتحسين الإطار التنظيمي بين البلدين وإنشاء خطوط إمداد وتحويل فعّالة. كما تبرز أهمية تطوير الاتفاقيات التجارية وتعميق التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا لدعم التنمية المستدامة على المدى الطويل.

ومع الإعلان عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تونس وروسيا بنسبة تقارب 40% في عام 2024 ليصل إلى قرابة 2.8 مليار دولار، تتزايد التطلعات إلى اجتياز هذه التحديات عبر تعزيز الحوار الاقتصادي وتطوير اتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ما من شأنه توسيع فرص القطاع الخاص وتوفير المزيد من فرص العمل في تونس.

وفي ختام تصريحاته، أكد لنڨر أن إفريقيا، وتونس تحديدًا، تملك إمكانيات اقتصادية كبيرة، ويعتبر التعاون مع روسيا فرصة مهمة للنهوض بها، شريطة العمل المشترك لمواجهة العقبات وبناء شراكة مثمرة ومتوازنة تخدم مصالح الطرفين وتنمي اقتصاداتهم.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *