جامعة أميركية تُتهم بتوفير جثث بشرية لتدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي

أثارت جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) موجة من الجدل الواسع بعدما كشفت تقارير إعلامية عن قيامها بنقل جثث بشرية إلى الجيش الإسرائيلي لاستخدامها في تدريبات طبية ميدانية. ووفقًا لما نشرته عدة مصادر إخبارية وتحقيق من مؤسسة أننبرغ للإعلام، فقد تعاقدت الجامعة مع البحرية الأميركية منذ أواخر عام 2017 لتوفير جثث للاستخدام في مثل هذه الأنشطة التدريبية.

تفاصيل العقود تشير إلى أنه تم نقل 32 جثة خلال سنوات التعاون بين الجامعة وجهات عسكرية أميركية، ليتم تسليمها إلى فرق طبية تابعة للجيش الإسرائيلي، حيث جرت التدريبات في الولايات المتحدة في مرافق البحرية الأميركية. تكشف التقارير أن الجثث التي تم تزويد الجيش الإسرائيلي بها، كانت معظمها لأشخاص لم يطالب ذووهم باستعادتها عقب الوفاة.

وأثار هذا الكشف ردود فعل غاضبة داخل الأوساط الأكاديمية والطلابية في الجامعة، إذ اعتبر كثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن هذه الإجراءات تفتقر للأخلاقيات العلمية وتتنافى مع المبادئ الإنسانية. وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية التي تابعت القضية إلى وجود استياء كبير داخل صفوف المجتمع الجامعي، مع مطالبات بتحقيق شفاف وشامل حول آليات اتخاذ مثل هذه القرارات في إدارة الجامعة.

من جانبها، لم تصدر إدارة جامعة جنوب كاليفورنيا توضيحات كافية حتى الآن حول تفاصيل العقود أو الإجراءات التي تم اتباعها، فيما دعت عدة منظمات حقوقية إلى وقف مثل هذه الممارسات ومراجعة سياسات التعامل مع أجساد المتوفين، خاصة عندما يتعلق الأمر باستخدامها في أغراض عسكرية. وتستمر تداعيات القضية بانعكاساتها الأخلاقية والإنسانية، وسط تساؤلات حول مسؤولية المؤسسات التعليمية في الحفاظ على كرامة الإنسان بعد وفاته.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *