جدل حول اختيار مهندسة تونسية لمهمة فضائية مع شركة أمريكية
شهدت الأيام القليلة الماضية حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، بعد انتشار أنباء حول اختيار المهندسة التونسية سلسبيل حويج، المقيمة بإيطاليا، ضمن فريق مهمة فضائية من المقرر تنفيذها عام 2029 بالشراكة مع شركة أمريكية تُدعى Titans Space Industries. وأشارت التدوينات والتقارير إلى أن حويج ستكون أول تونسية تشارك في مهمة مدارية وقمرية، وهو ما أثار موجة من الفخر، خصوصًا بين الأوساط الهندسية والعلمية في تونس.
حويج أكدت في تصريحاتها الإعلامية أنها سعت لتحقيق هذا الهدف لسنوات طويلة، واعتبرت تلك الخطوة إنجازًا شخصيًا ورمزًا لإمكانية نجاح الشباب التونسي في أكبر المشاريع العالمية. ويعود الفضل في تداول الخبر إلى الجمعية التونسية لعلوم الفلك، والتي أعلنت ترشيحها للمشاركة بهذا المشروع الفضائي الاستثنائي، مما عزز من مصداقية الحدث لدى المتابعين.
مع ذلك، بدأ العديد من النشطاء والخبراء في التشكيك في التفاصيل الدقيقة للمهمة، خاصة مع غياب معطيات رسمية من السلطات التونسية وشركاء الفضاء الدوليين المعروفين. فشركة Titans Space Industries ليست من الشركات الراسخة عالميًا في مجال الفضاء مثل “ناسا” أو “سبيس إكس”، ويتركز نشاطها إعلاميًا أكثر من وجود إنجازات ميدانية حقيقية. وطرح هذا الغموض تساؤلات حول طبيعة المهمة المرتقبة، ومدى واقعيتها وإمكانية تنفيذها ضمن الإطار الزمني المعلن.
ويشير متابعون إلى أن ما تحقق بالفعل هو ترشيح سلسبيل حويج لخوض برنامج تدريبي أو مسابقة أولية، وليس المشاركة الحتمية في مهمة مأهولة إلى مدار القمر بعد أربع سنوات من الآن، ما يستدعي توخي الحذر في الاحتفاء أو تصديق الأقاويل المتداولة دون تحقق.
بالرغم من التساؤلات المثارة، تُعد قصة سلسبيل مصدر إلهام للعديد من الشباب في تونس والعالم العربي، ودليلًا على أن الطموح والمثابرة قد يفتحان الأبواب للمشاركة في مبادرات علمية على المستوى الدولي. غير أن الحدث أبرز الحاجة لتدقيق أخبار الإنجازات الفردية ومشاريع الفضاء الناشئة، ضمانًا للشفافية وتجنبًا للمبالغات الإعلامية.