جدل حول تقرير إسرائيلي يتهم قافلة “الصمود” وروادها بدعم منظمات مصنفة إرهابية
أثار تقرير حديث صدر عن أميخاي شيكلي، وزير الشتات الإسرائيلي، موجة واسعة من الجدل حول قافلة “الصمود” العالمية التي انطلقت باتجاه غزة للمطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع. وضمّت القافلة شخصيات سياسية ونشطاء من عدة دول، من بينهم الناشط التونسي وائل نوار، حيث أعرب المشاركون عن هدفهم المعلن في دعم السكان المحاصرين في غزة وتسليط الضوء على معاناتهم الإنسانية.
وزعم التقرير الإسرائيلي أن عدداً من قادة القافلة يرتبطون بـ”روابط موثقة” مع حركتي حماس والإخوان المسلمين، وهما منظمتان تصنفهما إسرائيل ككيانات إرهابية. وحذر شيكلي من أن القافلة قد تتحول – حسب نص التقرير – إلى “أداة دعاية” يستخدمها خصوم إسرائيل لتأجيج الرأي العام الدولي ضد سياساتها تجاه غزة.
من جانبه، نفى وائل نوار ومشاركون آخرون في القافلة هذه الاتهامات، وأكدوا أنهم يتحركون بشكل سلمي ويهدفون فقط إلى المساهمة في كسر الحصار الإنساني المضروب على غزة. وقال نوار في تصريحات إعلامية حديثة إن “كل ما نسعى إليه هو وقف المعاناة الإنسانية ودعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة… لسنا طرفاً في أي نزاع عسكري ولا نحمل سوى رسالة التضامن مع المحاصرين”.
وقد واجهت القافلة حملة إعلامية شرسة وانتقادات من بعض الحكومات الإقليمية، إضافة إلى اتهامات عبر شبكات التواصل الاجتماعي بوجود خلفيات سياسية وراء تحركاتها. إلا أن الكثير من المشاركين والقائمين عليها شددوا على الطبيعة الإنسانية البحتة لمبادرتهم، رافضين محاولات تسييس جهودهم أو ربطها بأي تنظيمات محلية أو دولية.
في المقابل، يرى متابعون أن توقيت التقرير الإسرائيلي قد يكون مرتبطاً بالزخم الإعلامي الكبير الذي رافق انطلاق القافلة، فيما يعتقد آخرون أن الهدف من تلك التصريحات هو التشويش على أي مبادرات تضامنية مع غزة خارج الإطار الحكومي.
ومع استمرار القافلة في مسارها، يتزايد الاهتمام الإعلامي والجدل السياسي حول أهدافها الحقيقية، في وقت يشدد فيه منظموها على ضرورة التركيز على الجانب الإنساني للأزمة في القطاع الفلسطيني وعدم الانجرار وراء اتهامات غير مدعمة بالأدلة.
جدير بالذكر أن الأوضاع في غزة تشهد تصعيداً متواصلاً، مع استمرار التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب الحصار المفروض على السكان منذ سنوات، مما يجعل أي مبادرة للمساعدة عرضة لموجات من التشكيك والتحليل السياسي.