جدل في تونس بسبب نائب برلماني يحيي ذكرى ثورة القذافي

أثار النائب التونسي علي زغدود، المنتمي لكتلة “لينتصر الشعب”، موجة من الجدل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن نشر بياناً رسمياً احتفالاً بما وصفه بذكرى “الثورة العربية المجيدة”، في إشارة إلى ذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر التي قادها معمر القذافي عام 1969 وأوصلته إلى حكم ليبيا.

وفي خطوة غير معتادة في الأوساط السياسية التونسية، نشر زغدود بياناً مرفقاً بصورة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، معتبراً أن “ثورة الفاتح من سبتمبر لا تزال تشكل محطة هامة في التاريخ العربي المعاصر، إذ مثلت مرحلة من مراحل الصحوة القومية والمقاومة في وجه الاستعمار”، على حد تعبيره.

تفاعل التونسيون مع منشور النائب على نطاق واسع بين مؤيدين لحقه في التعبير وبين معارضين يرون أن الإشادة بالقذافي تمثل استفزازاً، خصوصاً وأن فترة حكم القذافي ارتبطت في ذاكرة العديدين بسياسات داخلية وخارجية مثيرة للجدل. واعتبر بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن التركيز على رموز الحكم السابق في المنطقة لا يخدم مسار الإصلاح السياسي الذي تسعى إليه تونس بعد الثورة.

من جانب آخر، رأى فريق آخر أن موقف زغدود يعكس قراءة سياسية تختلف عن السائد، ويأتي في سياق التنوع في التعبير في الفضاء البرلماني التونسي، خاصة وأن ذكرى “ثورة الفاتح” لا تزال تثير نقاشات بشأن تأثيراتها الإيجابية والسلبية على بلدان المغرب العربي.

تشير هذه الحادثة إلى استمرار الحراك الفكري والسياسي في تونس بعد الثورة، حيث تتجلى من حين لآخر مواقف متباينة بين نواب البرلمان حول رموز وقضايا تاريخية عربية. ويظهر تفاعل الرأي العام مع مثل هذه المواقف حجم الاهتمام بالقضايا القومية والإقليمية، ومدى ارتباطها بالحياة السياسية والاجتماعية الراهنة في تونس.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *