جدل واسع في المغرب بعد تقارير أجنبية حول صحة الملك وخلافته
أثارت سلسلة مقالات نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية حول الشأن الملكي المغربي نقاشات قوية في الأوساط السياسية والشعبية داخل المملكة. تناولت هذه التحقيقات، التي ركزت على الوضع الصحي للعاهل المغربي الملك محمد السادس، موضوع انتقال الحكم وإمكانية خلافة العرش، وهو ما أثار عاصفة من ردود الأفعال الرسمية من طرف مختلف الأحزاب المغربية.
في تقاريرها الأخيرة، أشارت “لوموند” إلى وجود أجواء توحي بقرب انتهاء حقبة الملك الحالي، مركزة الضوء على مسألة الخلافة داخل الأسرة الملكية، ومقارِنة بذلك الوضع المغربي بسيناريوهات سابقة في بلدان أخرى. وقد نشرت الصحيفة تحقيقاً استقصائياً شارك في إعداده صحفيون بارزون، ما أعطى للمادة بعداً تحليلياً لافتاً، إلا أن مضامينه أثارت الكثير من التحفظ في الدار البيضاء والرباط.
الأحزاب المغربية، بمختلف أطيافها، لم تتأخر في الرد على ما وصفته بـ”الحملة المغرضة”، فأصدر عدد منها بيانات تندد بما ورد في صفحات “لوموند”. اعتبرت هذه الأحزاب، من بينها “الأصالة والمعاصرة” و”الاستقلال”، أن المواد الصحفية تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وتستهدف استقرار المملكة وصورتها أمام الرأي العام الدولي.
وأبرزت القيادات الحزبية في تعليقاتها أن صحة جلالة الملك شأن داخلي، وأن الدولة المغربية قادرة على التعامل مع كل التحولات بسلاسة ووفق ما ينص عليه الدستور.
ورغم الزوبعة الإعلامية التي أحدثها التحقيق الفرنسي، إلا أن الأوساط الرسمية المغربية تعاملت مع الملف بنوع من الحزم، مشددة على أن المؤسسة الملكية ثابتة وأن مستقبل الحكم في المغرب يُحسم وفق الأعراف والقوانين الوطنية دون تدخلات أو تشويش من الخارج. في الوقت نفسه، تتواصل رسائل التضامن والدعاء للملك محمد السادس من المواطنين ومختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية، تأكيدًا على مكانته المحورية كضامن لاستقرار ووحدة البلاد.
تعكس هذه التطورات مرة أخرى أهمية الرمزية التي يتمتع بها الملك في المخيال الجمعي المغربي، وتُعيد إلى الواجهة النقاشات حول دور الإعلام الدولي في تغطية القضايا السيادية وحساسياتها في منطقة المغرب العربي.