جهود الحرس البحري التونسي تكلل بإنقاذ مركب مهاجرين داخل المياه الإيطالية قرب بانتيليريا
في تطور جديد لمسارات الهجرة غير النظامية عبر السواحل التونسية نحو أوروبا، قامت وحدة من الحرس البحري التونسي بتنفيذ عملية إنقاذ مركب يقل 28 مهاجراً، من بينهم 3 عائلات و6 أطفال، بعد وصولهم إلى المياه الإقليمية الإيطالية بالقرب من جزيرة بانتيليريا.
وتفيد التفاصيل بأن المركب انطلق مساء السبت من مدينة قليبية الساحلية وسط تزايد محاولات الهجرة نحو الشمال عبر المتوسط. وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وجد الركاب أنفسهم في وضع صعب وتزايدت مخاوفهم بسبب الأحوال البحرية.
ووفق ما نشره النائب السابق مجدي الكرباعي على صفحته الرسمية، كان أحد المهاجرين قد تواصل معه بشكل مباشر بعد تعطل المركب وازدياد القلق حول سلامة الأطفال وأفراد العائلات على متنه. وعلى إثر النداء السريع، جرى التنسيق بين الحرس البحري التونسي ونظيره الإيطالي، حيث وصلت وحدات الإنقاذ التونسية إلى الموقع قرب جزيرة بانتيليريا، وتمكنت من التدخل في الوقت المناسب لإنقاذ جميع الركاب.
ويشكل هذا التدخل مثالاً حياً على الأدوار الإنسانية والاستباقية التي تقوم بها السلطات التونسية للتقليل من حوادث الغرق وضمان سلامة المهاجرين في البحر المتوسط، رغم التحديات الكبيرة التي يفرضها واقع الهجرة غير النظامية وتزايد الضغوط على السواحل التونسية والإيطالية.
يذكر أن عمليات الإنقاذ البحرية بين تونس وإيطاليا شهدت في الفترة الأخيرة تصاعداً، حيث تواجه المنطقة موجات هجرة متتالية في ظل وضع إنساني صعب. وتدعو منظمات حقوقية إلى تعزيز التنسيق بين الدول المطلة على المتوسط للحد من المخاطر وحماية الأرواح البشرية.
تعكس هذه الحادثة اليقظة العالية لدى وحدات الحرس البحري والتعاون الفعال مع شركائهم في المنطقة، وتبرز أهمية تبني سياسات شاملة لمعالجة جذور الهجرة وضمان سلامة الجميع، خاصة الفئات الأكثر هشاشة كالأطفال والعائلات أثناء هذه الرحلات.
