جولة دبلوماسية لمسعد بولس في المغرب العربي ضمن تحركات أمريكية جديدة
يعتزم مسعد بولس، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الدول العربية والأفريقية، الشروع في جولة دبلوماسية مهمة تشمل عدداً من دول المغرب العربي خلال الأيام القليلة المقبلة. تأتي هذه الجولة كجزء من جهود الإدارة الأميركية الرامية إلى مراجعة وتعزيز استراتيجيتها في منطقة شمال أفريقيا، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها الإقليم.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية مطلعة، من المنتظر أن تشمل زيارة بولس كلاً من المغرب والجزائر وتونس وربما ليبيا، وستركز على عدد من القضايا المحورية، أبرزها التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة. كما أشارت بعض التحليلات إلى احتمال أن تتناول الجولة مستجدات ملف الصحراء الغربية، والعلاقات بين دول المغرب العربي، بالإضافة إلى الدور الأمريكي في منطقة الساحل والصحراء.
تأتي هذه التحركات في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة المغاربية تغيرات متسارعة على الصعيدين السياسي والأمني، وسط منافسة متزايدة بين القوى الدولية الكبرى على النفوذ في شمال أفريقيا. ومن المعروف أن الولايات المتحدة تبحث باستمرار عن شركاء جدد في المنطقة لتعزيز الاستقرار وتشجيع التنمية ومواجهة التهديدات المشتركة.
ويعتقد مراقبون أن زيارة بولس تأتي أيضاً في إطار سياسة واشنطن لإعادة تكثيف وجودها السياسي والدبلوماسي في المغرب العربي، خاصةً مع تصاعد الدور الروسي والصيني مؤخراً في القارة الأفريقية، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى تحديث مقارباتها وبناء شراكات أكثر ديناميكية وفعالية مع بلدان المنطقة.
من جانب آخر، من المتوقع أن يلتقي بولس خلال جولته بمسؤولين رفيعي المستوى في كل دولة، لبحث آفاق التعاون ومستقبل العلاقات الثنائية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
في المجمل، تعكس هذه الجولة عودة الاهتمام الأمريكي بمنطقة المغرب العربي وتؤشر إلى مرحلة جديدة من التعاون والشراكة في ملفات حيوية تهم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.