حادثة سقوط تلميذة من الطابق الثاني بعد مصادرة هاتفها تهز معهدًا في القيروان
شهدت المدرسة الإعدادية دار الجامع بمعتمدية السبيخة من ولاية القيروان ظهر يوم الخميس، 25 سبتمبر 2025، حادثة مؤلمة تمثلت في إقدام تلميذة تبلغ من العمر 15 سنة على إلقاء نفسها من الطابق الثاني للمؤسسة التربوية، وذلك بعيد ساعات من مصادرة هاتفها الجوال من طرف إحدى المدرسات داخل القسم.
وتفيد شهادات بعض التلاميذ وزملاء الفتاة أن المدرّسة قررت حجز الهاتف بسبب استخدامه أثناء الحصة، وهو ما تسبب في توتر كبير لدى التلميذة ودفعها لاحقًا إلى اتخاذ قرارها الصادم. وفور وقوع الحادثة، تم إعلام إدراة المدرسة التي سارعت بتقديم الإسعافات الأولية واستدعاء وحدات الحماية المدنية ونُقلت الفتاة إلى المستشفى الجهوي بالقيروان، حيث تخضع للرعاية الطبية اللازمة إثر إصابات متفاوتة الخطورة.
وتناقلت وسائل الإعلام المحلية الخبر، مؤكدين قلق الإطار التربوي من تكرار ظاهرة اصطحاب الهواتف المحمولة إلى المؤسسات التعليمية وما تخلّفه من تأثيرات سلبية على المناخ المدرسي والحياة النفسية للطلبة. كما أثار الحادث نقاشاً واسعاً بين أولياء الأمور حول السبل المثلى للتعامل مع الأجهزة الذكية داخل المدارس وآليات الوقاية من الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها التلاميذ.
من جانبهم، دعا مختصون في الصحة النفسية إلى فتح تحقيق عاجل في ظروف وملابسات الحادث مع توفير المرافقة النفسية للفتاة المتضررة ولمحيطها القريب من أسرة وزملاء وأطر تربوية، مشددين على ضرورة تطوير أدوات الرعاية النفسية في المؤسسات التربوية وتعزيز الحوار مع المراهقين في فترات التوتر والضغوط.
وتستدعي هذه الحادثة المؤلمة الجهات التربوية والصحية والاجتماعية إلى مراجعة السياسات المعمول بها في التعامل مع المواقف المشابهة، والبحث عن حلول تربوية ووقائية تصون سلامة التلاميذ النفسية والجسدية وتعيد الطمأنينة إلى الأوساط المدرسية.