حقيقة الندوة الصحفية المنسوبة لوزارة الداخلية بشأن حادثة قافلة الصمود

انتشر مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه السيدة فضيلة الخليفي، وهي تتحدث عن وجود مؤامرة مُفترضة تستهدف رئيس الجمهورية. وقد ربط بعض المتابعين هذه التصريحات بحادثة الطائرة المُسيّرة (درون) التي قيل إنها استهدفت إحدى سفن “أسطول الصمود” في فترات سابقة.

إلا أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذه الندوة الصحفية، التي أُسيء فهم سياقها، ليست حديثة كما أوحى البعض، وإنما تعود إلى تاريخ 24 جوان 2022. فقد ظهرت السيدة الخليفي، التي كانت تشغل حينها منصبًا رسميًا في وزارة الداخلية التونسية، خلال مؤتمر صحفي تحدثت فيه عن التطورات الأمنية وبعض الملفات الوطنية، لكنها لم تتطرق بشكل مباشر إلى حادثة “أسطول الصمود” ولا إلى واقعة استهدافه من قبل طائرة من دون طيار.

ومع تصاعد الاهتمام والتكهنات بعد تداول الفيديو، تجدر الإشارة إلى أن السيدة فضيلة الخليفي قد قدمت استقالتها من منصبها في الوزارة عقب فترة وجيزة من انعقاد تلك الندوة، ما يؤكد أنّ الأحداث التي علّق عليها النشطاء لم تعد مرتبطة بالوضع الحالي أو بالمستجدات الأمنية المعاصرة. كما يُلاحظ أن محتوى المؤتمر الصحفي الأصلي ركز بالأساس على قضايا أمنية عامة دون الخوض في تفاصيل أحداث أو هجمات معينة تتعلق بما أثير مؤخراً.

وتستدعي مثل هذه الحوادث التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة التحري والتدقيق في المعطيات المتداولة، تفاديًا لسوء الفهم أو تضخيم وقائع خارجة عن سياقها الزمني. من المهم دائماً الرجوع إلى المصادر الرسمية والتأكد من صحّة الأخبار قبل التفاعل معها وتبادلها.

وتبقى وزارة الداخلية التونسية المصدر الرسمي فيما يتعلق بالإعلانات والتصريحات المرتبطة بالأمن الوطني وسير التحقيقات في مختلف الحوادث. ولم يصدر عنها مؤخرًا أي بلاغ يؤكد وقوع ندوة صحفية لها علاقة بحادثة “أسطول الصمود” أو استخدام طائرة “درون” ضد إحدى سفنه خلال الفترة الأخيرة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *