حملة إعلامية ضد تونس بعد واقعة اعتداء مزعومة على سائحة بريطانية في سوسة
أثارت حادثة مزعومة لمحاولة اعتداء جنسي على سائحة بريطانية في مدينة سوسة ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية البريطانية وتسببت في تدفق تعليقات سلبية عبر الصحف البريطانية، خاصة في موقع “ديلي ميل” الذي شن رواده حملة تشويه واسعة ضد تونس كوجهة سياحية. وبرغم أن تفاصيل الحادثة لا تزال قيد التحقيق ولم تُثبت رسميًا بعد، إلا أن المسألة أخذت أبعادًا أكبر من مجرد واقعة محدودة، وتم توظيفها لتغذية خطاب سلبي عن الواقع الأمني والاجتماعي في تونس.
تفاعل وسائل الإعلام الغربية، وخاصة البريطانية، مع الحادثة لم يقتصر على نقل الخبر بل تعداه لتحفيز المستخدمين على الإدلاء بآراء ومواقف متشددة، تركزت في مجملها على التحذير من السفر إلى تونس ووصف البلاد بأنها غير آمنة للسياح. كثير من التعليقات، بحسب متابعين، أظهرت توجهًا لاستغلال الحادثة لشل ثقة الرأي العام في السياحة التونسية وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على القطاع الحيوي للاقتصاد المحلي.
الغريب أن قضية بأي مكان في العالم قد تقع، لكن استثمارها الإعلامي بهذا الشكل الحاد والانتقائي يكشف عن وجود توجه لتحويل سلوكيات فردية إلى صورة نمطية سلبية تعتمد التعميم بحق مجتمع بأكمله. ويرى خبراء أن هذه الحملات الممنهجة عادة ما تظهر عقب حوادث فردية لأهداف سياسية أو تنافسية بين الوجهات السياحية، خاصة وأن تونس عانت سابقًا من ركود سياحي بسبب هجمات سابقة أبرزها الاعتداء الدموي على شاطئ سوسة عام 2015.
المختصون بالشأن السياحي والإعلامي يؤكدون على ضرورة اعتماد التحقيقات الرسمية وعدم الانجرار وراء المبالغات أو الاستنتاجات المسبقة، مع وضع الأحداث في سياقها الحقيقي بعيدًا عن التهويل أو التعميم. كما دعوا الجهات الرسمية التونسية إلى تعزيز جهود التوعية الإعلامية والرد سريعًا على الحملات التضليلية حفاظًا على صورة البلاد وحقوق العاملين في قطاع السياحة.
وفي المحصلة تبقى تونس مثل بقية بلدان العالم عرضة لحوادث معزولة، لكن الحذر مطلوب في التعامل الإعلامي حتى لا تنجر البلاد إلى تداعيات حملات تشويه ممنهجة من شأنها إلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني وصورة المجتمع التونسي في الخارج.
