خبير صناعي يدعو لمعالجة شاملة وجذرية لأزمة التلوث في قابس
أكد المهندس رافع نصيب، المختص في قطاع الفسفاط والمدير السابق للإنتاج بشركة فسفاط قفصة، أن أزمة التلوث الصناعي في مدينة قابس خرجت من إطارها التقليدي كإشكال بيئي محض، وأصبحت أشبه بمعضلة هندسية معقدة تنعكس على الاقتصاد والمجتمع المحلي على حد سواء.
في منشور مطول، شدد نصيب على ضرورة الابتعاد عن الحلول المؤقتة والترقيعية التي أثبتت عدم جدواها، داعياً إلى تبني استراتيجية علمية متكاملة تتأسس على تحليل دقيق ومشاركة مختلف الأطراف المعنية. وأشار إلى أن معالجة آثار التلوث المزمن في قابس يتطلب قرارات جريئة قادرة على تحقيق التوازن بين التنمية الصناعية وصحة الأهالي وحقوقهم البيئية.
وأوضح المهندس نصيب أن تجربة قابس في مواجهة أخطار الصناعات الكيميائية باتت تجربة فريدة عربياً وإفريقياً من حيث مدى التأثير وعمق التحديات. فقد أكد أن استمرار ضخ المخلفات الصناعية، خاصة مخلفات الفوسفوجيبس إلى البحر والأراضي المجاورة، ساهم بشكل لافت في تدهور جودة الهواء والماء وتراجع الثروة السمكية وصحة السكان.
وأوصى الخبير بضرورة الاعتماد على تكنولوجيات معالجة المخلفات واعتماد الحلول الدائمة مثل إيقاف التصريف المباشر للملوثات، وتثمين النفايات الصناعية، وإطلاق برامج لإعادة تأهيل المناطق المتضررة وتطهيرها بيئيا. كما وجه دعوة ملحّة للسلطات من أجل إشراك المجتمع المدني والأكاديميين والمتخصصين في تحديد خارطة طريق واضحة لإصلاح شامل ومتكامل، بعيداً عن الضغوط الظرفية والقرارات المرتجلة.
واختتم بأنه لا يمكن نجاح أي مقاربة لمعالجة التلوث دون الانطلاق من تشخيص علمي معمق وصياغة استراتيجية وطنية ينخرط فيها الجميع، معتبرًا أن كل تأخير يفاقم من تداعيات المشكلة ويعرقل فرص التنمية المتوازنة في جهة قابس.
