دراسة تونسية جديدة تكشف أسرار “الخلايا النائمة” في الحركات المتطرفة

صدر مؤخراً عن مركز المسبار للدراسات والبحوث بحث علمي موسّع للباحث التونسي عبيد الخليفي، حمل عنوان “الخلايا النائمة لدى الحركات الجهادية”. يسلط هذا العمل الضوء على إحدى أكثر الظواهر حساسية وتعقيداً في المشهد الأمني والفكري: ظاهرة الخلايا النائمة المرتبطة بالتنظيمات المتطرفة.

ويستند الخليفي في دراسته إلى جهد بحثي امتد لأشهر، جمع خلاله بين التحليل التقني والمعرفة الأمنية والدراسات الاجتماعية. وقد تناول البحث بالدراسة والتحليل كيفية تجنيد هذه الخلايا، وطرق تواصلها السرية، وأهدافها قصيرة وبعيدة المدى ضمن الاستراتيجيات الكبرى للحركات الجهادية.

يسيطر مفهوم الخلايا النائمة على اهتمام المؤسسات الأمنية في المنطقة والعالم، نظراً لصعوبة كشفها قبل أن يتم تفعيلها لتنفيذ عمليات عنيفة أو التخطيط لأعمال تخريبية تهدد الاستقرار. ويستعرض البحث كيف توظف التنظيمات المتشددة عناصرها المندسة داخل المجتمعات بهدف جمع المعلومات وانتظار الأوامر.

ويركز العمل على أهمية فهم ديناميكيات هذه المجموعات وأثرها على الأمن الوطني والدولي، كما ينبه إلى ضرورة تطوير وسائل الكشف والرصد الاستباقي، مع تعزيز التعاون بين الجهات البحثية والأمنية للتصدي لهذا النوع من التهديدات.

يمثل هذا الإصدار إضافة نوعية إلى المكتبة العربية في علم الأمن ومكافحة التطرف، لا سيما أنه يربط بين الجوانب النظرية والتطبيقية بطريقة علمية دقيقة. ويذكر أن عبيد الخليفي يُعد من الأسماء البارزة في دراسة الحركات الجهادية، وله مؤلفات ودراسات عديدة ساهمت في تطوير فهم الظواهر المرتبطة بالتطرف في المنطقة.

هذا الإصدار الجديد يسعى إلى تقديم إجابات عميقة حول طبيعة الخلايا السرية للحركات المتطرفة، مقترحاً توصيات عملية لتعزيز القدرة الأمنية والفكرية لمواجهة أحد أخطر تحديات العصر الحديث.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *