دعوات لتحقيق شفاف في وفاة شاب داخل سجن صفاقس تثير ضجة واسعة
أثارت وفاة الشاب التونسي وسيم بن حافظ الجزيري، البالغ من العمر 25 عامًا، داخل السجن المدني بمدينة صفاقس يوم 14 يوليو 2025، موجة من الغضب والاستياء بين أفراد عائلته وشرائح المجتمع المدني، خاصة بعد تداول معلومات حول ظروف احتجازه ومعاناته الصحية والنفسية قبل وفاته.
وكان وسيم قد أُوقف في الرابع من مايو 2025، وفق بيانات جمعيات حقوقية منها جمعية «Intersection»، إثر تعرضه لأزمات نفسية مزمنة، حيث أكدت عائلته أنه كان بحاجة إلى رعاية صحية ملائمة لم تُوفر له أثناء احتجازه. وتشير تقارير أولية إلى أن الشاب قضى عدة أيام دون طعام، ما فاقم من وضعه الصحي وأدى إلى تدهور خطير.
تطالب منظمات حقوق الإنسان، للمرة الثانية خلال هذا الشهر، السلطات القضائية ووزارة العدل بفتح تحقيق عاجل وشفاف للوقوف على ملابسات وفاة وسيم داخل السجن، ويتساءل كثيرون عما إذا كان ضحية لسوء المعاملة أو إهمال صحي، خصوصًا مع تعدد حوادث مماثلة في السجون التونسية خلال الفترة الأخيرة.
وقد أطلقت عائلة وسيم نداء استغاثة إلى السلطات والمجتمع المدني لمساندتها في معرفة الحقيقة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية، فيما عبّر نشطاء حقوقيون عن قلقهم الشديد من تزايد الوفيات داخل مراكز الإيقاف والسجون جراء ما وصفوه بالإهمال وتردي الخدمات الصحية للنزلاء.
ويشهد ملف السجون في تونس انتقادات متزايدة من المنظمات الدولية والمحلية، التي تؤكد أن الاكتظاظ وضعف المراقبة الصحية يهددان حياة الموقوفين، وتعتبر حالة وسيم نموذجًا مأساويًا يدفع نحو مراجعة الإجراءات والتدابير المتبعة في السجون وضمان حماية حقوق الإنسان.