دلالات زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى تونس في ظل التوترات الإقليمية

شهدت تونس يوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 حدثاً دبلوماسياً لافتاً، تمثل في زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والتي جاءت بدعوة رسمية من نظيره التونسي محمد علي النفطي. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة كونها الأولى لعراقجي منذ تعيينه في هذا المنصب، فضلاً عن ظروفها الإقليمية والدولية التي تتسم بكثير من التحديات.

جمعت هذه الزيارة بين الطابعين الثنائي والإقليمي، فقد جاءت لتعزيز علاقات التعاون بين تونس وإيران في مجالات عدّة، في وقت يشهد فيه المحيط العربي والإسلامي توترات متصاعدة وصراعات جيوسياسية معقدة. وتحرص تونس على تنويع شراكاتها الخارجية وتعزيز مكانتها كفاعل متزن في علاقاتها الدبلوماسية، مستفيدة من عقلانيتها التاريخية وحيادها النسبي في القضايا الإقليمية.

وقد شملت مباحثات عراقجي مع المسؤولين التونسيين قضايا التعاون السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى تناول المستجدات الساخنة في المنطقة وعلى رأسها الملفان الفلسطيني والسوري، وأوضاع الأمن في البحر المتوسط. كما لم تغب عن النقاش التحديات التي تفرضها التحولات في الشرق الأوسط والتقلبات التي يعرفها الوضع الدولي.

ويرى مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الإيراني تندرج في سياق رغبة طهران في إعادة بناء جسور الحوار مع دول شمال إفريقيا، وإيجاد منافذ جديدة لتبادل وجهات النظر بخصوص الملفات الكبرى التي ترسم مستقبل المنطقة. في المقابل تسعى تونس إلى لعب دور الوسيط وصانع التوازنات، مستثمرة ثقة مختلف الفرقاء في قدرتها على خلق أجواء الحوار الإيجابي.

ويتوقع محللون أن تكون هذه الزيارة مقدمة لسلسلة أخرى من اللقاءات الدبلوماسية بين البلدين، ما من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة أمام التعاون المشترك في ظل الظروف الراهنة، ويؤكد في الوقت ذاته مكانة تونس كمنصة للحوار بين قوى إقليمية كبرى.

رابط الخبر: https://tunisie-telegraph.com/a-la-une-%d8%a2%d8%ae%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86/

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *