رئيس الجمهورية يتعهد بتوظيف الدكاترة المعطلين عقب زيارة مفاجئة لاعتصامهم

في خطوة لافتة مساء الخميس، قام رئيس الجمهورية قيس سعيد بزيارة غير معلنة إلى مكان اعتصام الدكاترة الباحثين عن عمل أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وتأتي هذه الزيارة وسط تصاعد المطالبات بتسوية أوضاع الدكاترة العاطلين عن العمل والذين ينظمون احتجاجات منذ فترة بغية تحقيق حقهم في التوظيف.

وخلال تواجده بين المعتصمين، أبدى رئيس الدولة تفهماً لمطالبهم، مؤكدًا التزامه بإيجاد حلول جذرية لمشكلتهم. وبحسب ممثلي الدكاترة المعتصمين، فقد وعد الرئيس بإدماج كل الدكاترة في وظائف بمجالات التدريس والإدارة والمخابر الجامعية، مع احتمال تكليف عدد منهم بمسؤوليات في مناصب حكومية وفنية، في مبادرة تهدف إلى الاستفادة من كفاءاتهم في إطار تطوير منظومة التعليم والإدارة العمومية.

ويذكر أن قيادة الاعتصام – برئاسة بوجمعة حاجي وحمدة كوكي – كانت قد دعت إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ وعود السلطات، مشددين على أن المماطلة أدت إلى تفاقم معاناة الدكاترة وتعميق شعورهم بالتهميش، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.

من جانب آخر، لقيت هذه التحركات دعمًا وتضامنًا واسعين من مختلف شرائح المجتمع الأكاديمي والمدني، حيث أجمعت الأصوات على الدور المركزي الذي يجب أن يلعبه أصحاب الشهادات العليا في تدعيم قطاع التعليم العالي وتطوير البحث العلمي في تونس.

وبعد اللقاء مع رئيس الجمهورية، أعلن المعتصمون تعليق احتجاجهم بصفة مؤقتة في انتظار تفعيل الالتزامات الرئاسية على أرض الواقع. كما أكدت مصادر مقربة من الجهات الرسمية أن ملفات الدكاترة المعطلين أصبحت تمثل أولوية في سياسة الحكومة المقبلة.

ويظل السؤال مطروحًا بشأن مدى قدرة الدولة على تنفيذ هذا التعهد في ظل التحديات المالية، ومدى استمرارية دعم النخب الأكاديمية لهذا المسار الإصلاحي في القطاع. ويتطلع الدكاترة إلى أن تكون هذه الخطوة بداية فعلية لتثمين كفاءاتهم والإسهام في بناء تونس الجديدة القادرة على الاستفادة من طاقاتها البشرية العلمية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *