رئيس الكنيسة الكاثوليكية بتونس يحث المجتمع الدولي على التحرك بعد مأساة غرق المهاجرين
في أعقاب الفاجعة الأخيرة التي شهدتها السواحل التونسية، عبّر نيكولا ليرنولد، رئيس الكنيسة الكاثوليكية في تونس، عن عميق أسفه لوفاة العشرات إثر انقلاب قارب يحمل مهاجرين غير نظاميين، بينهم رضع وأطفال.
وخلال تصريحاته لوكالة الأنباء الكنسية الإيطالية، وجّه ليرنولد نداءً عاجلًا إلى زعماء أوروبا وأفريقيا للتحرك المشترك من أجل معالجة الأسباب الحقيقية التي تدفع الأسر والأفراد للمخاطرة بحياتهم وركوب البحر بحثًا عن مستقبل أفضل. وشدّد على أن حوادث الغرق المستمرة أمام السواحل التونسية تبرز الحاجة المُلِحّة لتعاون أوسع بين دول المنشأ والعبور والمقصد، بهدف إيجاد حلول إنسانية وعادلة لظاهرة الهجرة.
وأكد رئيس الكنيسة في تونس أن المآسي التي تتكرر في مياه البحر المتوسط يجب أن تحرّك ضمير العالم أجمع، مشيرًا إلى أن أغلب الضحايا هم من الأبرياء الهاربين من الفقر والنزاعات. وطالب ليرنولد المؤسسات الدولية والجمعيات الإنسانية بتكثيف جهود الدعم والرعاية للناجين وأسر الضحايا، إلى جانب تعزيز آليات الإنقاذ والإغاثة في البحر.
وفي معرض حديثه، سلّط الضوء على الاستنزاف الاجتماعي والاقتصادي الذي تتسبب به مغادرة الشباب والنساء من بلدانهم، مذكّرًا بأن أزمة الهجرة ضخمة ومعقدة، ولا يمكن معالجتها إلا عبر سياسات تنموية شاملة تخلق فرص عمل جديدة وتخفف الضغوط عن المجتمعات المحلية.
ودعا ليرنولد صناع القرار إلى الالتفات بجدية إلى الوضع المأساوي على ضفتَي المتوسط، واتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة للحفاظ على حياة البشر، مؤكدًا أن كل يوم تأخير يزيد من نزيف الأرواح ويفاقم آلام الأُسر.
تأتي تصريحاته بعد حادث غرق جديد وقع في 22 أكتوبر الجاري قبالة السواحل التونسية، حيث لقي ما لا يقل عن 40 شخصًا مصرعهم أثناء محاولتهم الهجرة بطريقة غير نظامية، في واحدة من أسوأ الحوادث التي تشهدها المنطقة مؤخرًا.
