راشد الغنوشي يبدأ إضراب جوع تضامني مع نشطاء سياسيين موقوفين

أعلن راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية البالغ من العمر 84 عامًا، دخوله في إضراب جوع مفتوح تضامناً مع الناشطين السياسيين جوهر بن مبارك وعصام الشابي، اللذين يواصلان إضرابهما عن الطعام احتجاجًا على ما يعتبرونه اعتقالًا تعسفيًا. وجاء ذلك وفق بيان صدر عن هيئة الدفاع عن الغنوشي، حيث أشارت إلى أن قرار الإضراب يأتي تعبيرًا عن دعم الغنوشي لبن مبارك والشابي، واحتجاجًا على تدهور الحريات واستمرار ملاحقة النشطاء السياسيين.

وقد أكدت هيئة الدفاع أن الغنوشي انضم إلى هذه الخطوة التصعيدية مساء الجمعة، مشددة على أن الدافع الرئيسي وراء هذا الإضراب هو التضامن مع زملائه المطالبين باستقلالية القضاء ورفض سياسة تكميم الأفواه. ويبلغ الغنوشي من العمر 84 سنة ويواجه بدوره قضايا قانونية تتعلق بمواقفه السياسية، إذ تم توقيفه سابقًا ضمن حملة اعتقالات استهدفت معارضين بارزين للرئيس الحالي قيس سعيّد.

ويذكر أن جوهر بن مبارك، القيادي في جبهة الخلاص الوطني، تم اعتقاله نهاية أكتوبر الماضي وبدأ بعدها إضراب جوع مفتوح احتجاجًا على اعتقاله ضمن ما يعرف بقضية “التآمر على أمن الدولة”، وسط مطالب متزايدة بإطلاق سراحه وسراح بقية القيادات المعارضة. أما عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري، فقد اختار بدوره الإضراب عن الطعام احتجاجًا على نفس القضية.

وقد توسعت الرقعة التضامنية خلال الأيام الأخيرة، حيث عبّر عدد من السياسيين وحقوقيي المجتمع المدني عن تضامنهم مع المضربين وعن قلقهم إزاء حالة التضييق على الحريات السياسية في تونس. وأشار مراقبون إلى أن تصعيد المعارضة يعكس حجم الانقسام السياسي في البلاد منذ إجراءات 25 يوليو التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد وأثارت جدلاً واسعًا.

يأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه الضغوط المحلية والدولية على السلطات التونسية من أجل احترام حقوق الإنسان وضمان الحق في التعبير والاحتجاج السلمي، بينما تواصل منظمات حقوقية متابعة تطورات الأمور ودعوتها لإيجاد تسوية سياسية تضمن الإفراج عن الموقوفين السياسيين ووقف الملاحقات ذات الطابع السياسي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *