رحلات تونس–مونتريال بطائرة إسبانية: الأسباب وخلفيات القرار
أثارت خطوة الخطوط التونسية باستئجار طائرة من شركة Plus Ultra الإسبانية لتأمين رحلات الخط تونس–مونتريال مؤخرًا عدة تساؤلات بين المتابعين، خصوصًا بالنظر إلى أن الشركة كانت تعتمد سابقًا على طائراتها من طراز A330 أو طائرات مؤجرة أخرى من USC لطيران هذا الخط.
يعود هذا القرار، بحسب مصادر مطلعة، إلى جملة من الظروف الاستثنائية التي مرت بها الخطوط التونسية مؤخرًا. فقد تعرض أسطول طائراتها من نوع A330 إلى اضطرابات وصعوبات فنية أدت إلى خروج طائرتين مملوكتين للشركة عن الخدمة، حيث ظلت إحداهما رابضة في مطار شاتورو بفرنسا دون تحديث رسمي حول مصيرها منذ مارس الماضي، بينما خضعت الطائرة الثانية لعمليات صيانة كبيرة، الأمر الذي تسبب في غياب حل سريع يضمن استمرارية الرحلات بين تونس ومونتريال.
كما شهدت رحلات الشركة على هذا الخط تحديدًا اضطرابات وتأجيلات أثارت استياء المسافرين، ما دفع الإدارة إلى البحث عن حلول عاجلة من أجل ضمان استمرار الربط الجوي مع كندا، وتفادي أي توقف قد يضر بسمعة الشركة ويؤثر على مصالح المسافرين التونسيين والمقيمين في كندا.
إلى جانب ذلك، هناك عوامل تنظيمية خارجة عن إرادة الشركة. فقد أفادت تقارير إعلامية بأن الخطوط التونسية أدرجت الشهر الماضي ضمن قائمة مشغلي الدول الثالثة، وهو قرار مؤقت يمنعها من تشغيل بعض وجهاتها الأوروبية باستعمال أسطولها الحالي، إلى حين استيفاء الشروط الفنية الدولية واستعادة التراخيص.
ويرى مراقبون أن خيار استئجار طائرة وطاقم من شركة أوروبية مثل Plus Ultra الإسبانية هو حل مؤقت لتجاوز هذه الأزمة المرحلية وضمان الاستمرارية، خاصة وأن الخط تونس–مونتريال يعد من الخطوط الدولية الحيوية والاستراتيجية بالنسبة للجالية التونسية بالخارج.
في الخلاصة، فإن استعانة الخطوط التونسية بطائرة إسبانية لتأمين هذا الخط ليست سوى استجابة للتحديات الفنية والتنظيمية الراهنة، في انتظار أن تنتهي عمليات الصيانة وإعادة التأهيل اللازمة للطائرات المملوكة للشركة وعودة الأمور إلى نصابها الطبيعي.
