رحيل الدكتور محمد بوسن… رائد أمراض الدم في تونس يودع الحياة
نعت الهيئة الوطنية للأطباء التونسيين ببالغ الأسى والحزن وفاة الدكتور محمد بوسن، أحد أعلام الطب التونسي والمتخصص في طب أمراض الدم (الهيماتولوجيا)، حيث وافاه الأجل يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 بعد مسيرة حافلة وثرية في المجال الطبي والأكاديمي.
كان الدكتور بوسن مثالاً للعطاء والمعرفة، فقد أسهم بشكل بارز في وضع أسس قسم أمراض الدم بمستشفى عزيزة عثمانة في تونس العاصمة، حيث لم يقتصر دوره على الجوانب الإدارية والتأسيسية فقط، بل أولى اهتماماً كبيراً بالتكوين العلمي للأطباء الشبان، معززاً بذلك حضور التخصص في المشهد الصحي التونسي.
امتدت بصمات الدكتور بوسن إلى الأبحاث الطبية والدراسات الإكلينيكية، حيث كان من الأسماء التي مزجت بسلاسة بين روح المبادرة والحرية الفكرية وبين التفاني في خدمة المرضى. لقد عرف عنه شغفه بالمهنة وحرصه على نقل معارفه وخبراته للأجيال الصاعدة من الأطباء، ما أكسبه احترام وحب زملائه وطلابه على حد سواء.
بالإضافة إلى مسيرته المهنية، تميز الفقيد بإنسانيته وتواضعه، حيث كان حريصاً على مساعدة الجميع واحتواء المرضى وذويهم في أصعب الظروف. لقد شكّل بنهجه الأخلاقي الرفيع نموذجاً يحتذى به في المنظومة الصحية الوطنية.
وقد عبّر العديد من زملائه وتلاميذه في السلك الطبي عن حزنهم العميق لرحيله، مؤكدين أن بصمته في ميدان أمراض الدم ستظل راسخة لعقود قادمة.
برحيل الدكتور محمد بوسن، تفتقد تونس واحداً من روادها الأوفياء في مجال الطب والبحث العلمي والتكوين الطبي، حيث سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة كل من عاشره أو نهل من علمه.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه والأسرة الطبية جميل الصبر والسلوان.