رفض برلماني لشعارات مثيرة للجدل خلال اجتماع الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل
أثار الاجتماع الأخير للهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل جدلًا واسعًا بسبب بعض الشعارات التي رفعها عدد من المشاركين قبيل انطلاق الجلسة. هذه الشعارات، التي تناولت مواضيع حساسة ووجهت انتقادات مباشرة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، قوبلت بالاستنكار من قبل عدد من الفاعلين السياسيين.
وفي هذا السياق، أعرب بدر الدين القمودي، النائب عن حركة الشعب، عن رفضه الشديد لما وصفه بـ “الشعارات المستفزة والمسيئة” التي ظهرت أثناء التجمع النقابي. وأكد القمودي، في منشور على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أن بعض ما تم ترديده لا يعكس حقيقة توجه أغلبية النقابيين، بل يمثل استثناءً يجب الوقوف عنده بجدية وإدانته بكل وضوح.
وأضاف القمودي: “بغض النظر عن الاختلافات السياسية والتباينات في وجهات النظر، يبقى احترام مؤسسات الدولة ورموزها خطًا أحمر لا يجوز تجاوزه، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد”. واعتبر أن تنظيم الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي أرسى تاريخه على النضال من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية، يتطلب من قياداته وقواعده الابتعاد عن الشعارات التي تسيء لوحدة الشعب وتزيد من حدة الاستقطاب.
وأشار القمودي كذلك إلى خطورة مثل هذه الممارسات على سمعة المنظمة النقابية التي تمثل فئة واسعة من العمال وموظفي الدولة، محذرًا من اختراق أطراف تسعى لتوجيه الاتحاد بعيدًا عن رسالته التاريخية. ودعا في نفس السياق إلى ضبط النفس وتغليب المصلحة الوطنية وتجنب الانسياق وراء استفزازات قد تكون عواقبها وخيمة على الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
جدير بالذكر أن الجدل حول شعارات الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل يأتي في ظل مناخ سياسي متوتر، حيث تتصاعد فيه الخلافات بين السلطة التنفيذية وبعض المكونات النقابية، مما يجعل من ضرورة الحوار المسؤول والمعتدل أولوية لضمان تجاوز المرحلة الراهنة وتعزيز الثقة بين مختلف الأطراف الوطنية.