رياح عاتية تثير الذعر في جنوب تونس وتعصف بتوزر وقبلي بسرعة قياسية
شهد جنوب تونس مساء الخميس 10 جويلية 2025 ظاهرة جوية غير معتادة، حيث ضربت عاصفة رملية قوية ولايتي توزر وقبلي، مسببة أضرارًا مادية واسعة وحالة من الهلع بين السكان.
وبحسب المعطيات التي أعلنها المعهد الوطني للرصد الجوي، بلغت سرعة الرياح ذروتها في ولاية قبلي لتصل إلى 144 كلم/ساعة في حدود الساعة السابعة و22 دقيقة مساءً، فيما تم تسجيل سرعة تجاوزت 107 كلم/ساعة بولايـة توزر. وأدت هذه الرياح الشديدة التي حملت معها كميات كبيرة من الرمال إلى انعدام شبه كلي للرؤية في المناطق المتضررة، وأجبرت الأهالي على البقاء في منازلهم.
العاصفة لم تقتصر آثارها على حجب الرؤية، بل طالت الأضرار المادية عدة أحياء حيث سقطت الأشجار واقتُلعت الأعمدة الكهربائية، ما تسبب في انقطاع تام للتيار الكهربائي ببعض المعتمدات. كما شهدت الطرقات اضطرابات ملحوظة واضطرّت السلط المحلية إلى التدخل لإزالة مخلفات العاصفة وإعادة فتح بعض المحاور.
واعتبر خبراء الأرصاد أن مثل هذه الظواهر الجوية الحادة لا تحدث كثيرًا بهذه الحدة في جنوب البلاد، مؤكدين أن الرياح الموسمية، بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة، كانت من أبرز العوامل التي ساهمت في تشكّل هذه العاصفة الرملية العنيفة.
من جهتهم، تناقل متساكنو توزر وقبلي عبر منصات التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات توثق لحظات انطلاق الرياح وقوتها غير المسبوقة. ودعوا إلى ضرورة دعم البنية التحتية وتعزيز الإنذار المبكر خصوصًا مع تكرار حالات الطقس المتطرفة في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية.
وجّهت السلطات تحذيرات للمواطنين بضرورة توخّي الحذر وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى طيلة فترة التقلبات الجوية، وأكدت فرق الحماية المدنية تكثيف الجهود من أجل التدخل السريع لإعادة النسق الطبيعي للحياة ورفع العوائق في أقرب وقت ممكن.
العاصفة الأخيرة أعادت النقاش حول مدى جاهزية المدن لمواجهة مثل هذه الظواهر المناخية الطارئة التي تبدو في ازدياد واضح على المستوى الوطني والعالمي. ويؤكد الخبراء أنّ التعامل مع هذه المستجدات يتطلب تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية لمجابهة المخاطر وضمان سلامة السكان والممتلكات في المستقبل.