زيادة مقلقة في أعمال التخريب على قطارات ومترو تونس خلال 2025: أبعاد نفسية واجتماعية
شهدت وسائل النقل العمومي في تونس موجة تصاعدية من أعمال الاعتداءات والتخريب منذ بداية سنة 2025 وحتى منتصف شهر يوليو الحالي، حيث أبلغت شركة النقل بتونس عن تسجيل 674 حالة اعتداء طالت قطارات خط تونس–حلق الوادي–المرسى (TGM) وعربات المترو.
وتنوعت مظاهر هذه الاعتداءات بين رشق القطارات والمترو بالحجارة وتكسير النوافذ، وتخريب المرايا والزجاج، وسرقة الأسلاك النحاسية، إلى جانب أعمال تخريب طالت المعدات والتجهيزات الداخلية والخارجية للقطارات. وقد ولّدت هذه السلوكيات قلقًا متزايدًا لدى العاملين والمسافرين على حد سواء، وأثارت تساؤلات عن دوافع وتداعيات الظاهرة.
وحسب مصادر من شركة النقل، فقد ازدادت وتيرة التخريب في الأشهر الأخيرة، ما تسبب في خسائر مادية وتعطيلات متكررة لمواعيد الرحلات وزيادة التكاليف المتعلقة بالصيانة، بالإضافة إلى إضعاف الشعور بالأمان لدى المسافرين.
في هذا الإطار، يرى مختصون في علم النفس والاجتماع أن تعدد أسباب العنف والتخريب في الفضاءات العامة يعود بالأساس إلى تداخل العوامل الاقتصادية والاجتماعية، مثل البطالة والتهميش وغياب السياسات التربوية الفعالة في ترسيخ ثقافة احترام الملكية العامة. كما قد تدفع ظاهرة البطالة والشعور بالإقصاء الاجتماعي بعض الشباب إلى التعبير عن غضبهم من خلال الاعتداءات على المرافق العامة.
ويؤكد الأخصائيون على أهمية التدخل المبكر عبر دعم برامج التثقيف والتوعية، إضافة إلى تشديد الرقابة الأمنية وتوفير ظروف اجتماعية واقتصادية أفضل، لتقليل مظاهر الانحراف ووقف سلسلة الاعتداءات.
تظل التحديات قائمة أمام شركة النقل والسلطات التونسية، في ظل الحاجة إلى حماية البنية التحتية وتعزيز ثقة المواطنين في المرافق العمومية بما يساهم في حماية حق الجميع في تنقل آمن وفعال.