سرقة جديدة تهدد التراث الثقافي الفرنسي: متحف “بيت الأنوار دينيس ديدرو” في مرمى اللصوص
شهدت فرنسا مؤخرًا سلسلة من عمليات السطو أثارت قلقًا واسعًا بشأن حماية التراث الثقافي، إذ لم تمض أيام على سرقة متحف اللوفر حتى طال الاعتداء متحفًا آخر يحمل اسم الفيلسوف الشهير دينيس ديدرو. ففي مدينة لانغري الواقعة بمقاطعة هوت مارن، تعرّض متحف “بيت الأنوار دينيس ديدرو” لسرقة منظمة استهدفت واحدة من أثمن مجموعاته.
ووفقًا للمصادر المحلية، فقد اكتشف موظفو البلدية صباح اليوم اختفاء جزء مهم من “الكنز النقدي” المحفوظ في المتحف، والذي يتكون من مجموعة نادرة من العملات الذهبية والفضية. هذا الكنز كان قد عثر عليه عام 2011 بالصدفة أثناء عمليات ترميم شاملة للبناية، حين كشف العمال عن مخبأ خلف إحدى ألواح الخشب يضم نحو ألفي قطعة نقدية تعود معظمها لفترة ما بين الثورة الفرنسية ونهاية القرن الثامن عشر.
وتفيد التحقيقات الأولية بأن السرقة تمت بهدوء ودون إثارة ضجة تُذكر، ما يشير إلى احتمال تورط عناصر خبيرة في مجال سرقة التحف والمقتنيات الأثرية. ولم تُعلن السلطات بعد عن قيمة المسروقات بالتحديد، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الجانب المادي لا يقل عن الأهمية الرمزية لهذا الاكتشاف الذي يمثل شاهدًا على حقبات زمنية مهمة من تاريخ فرنسا الحديث.
من جانبها، استنكرت إدارة المتحف هذا العمل، معلنة أنها ستراجع تدابير الأمن بشكل عاجل، فيما باشرت الأجهزة المختصة تحقيقاتها لتقصي ملابسات الجريمة وتعقب المسروقات. وتخيم حالة من القلق على الأوساط الثقافية الفرنسية، حيث يتخوف كثيرون من تصاعد موجة استهداف المتاحف والمؤسسات التي تضم آثارًا وطنية لا تُقدر بثمن.
يأتي هذا الحادث في وقت لا تزال فيه الأوساط الفرنسية تحت وقع صدمة سرقة اللصوص لقطع ثمينة من مجوهرات ملكية من متحف اللوفر. ويثير تتابع هذه الاعتداءات سؤالاً حيويًا حول جدوى المنظومة الأمنية المتبعة في حماية الكنوز الثقافية التي تشكل رصيدًا مميزًا للهوية الفرنسية وذاكرتها الجماعية. وتطالب الأصوات الثقافية والمجتمعية بتشديد إجراءات الحراسة واستخدام تقنيات متطورة للحد من المخاطر التي تتهدد التراث الوطني.
من المتوقع أن تشهد التحقيقات تطورات مهمة في الأيام المقبلة وسط متابعة دقيقة من الرأي العام ووسائل الإعلام، بينما يظل الأمل معقودًا على استرداد القطع المسروقة وعودة الأمان إلى صالات العرض الفرنسية.
