سرقة كنز نقدي نادر من متحف فرنسي تشعل المخاوف حول حماية التراث

في واقعة جديدة تهز الساحة الثقافية الفرنسية، تعرض متحف “بيت الأنوار دينيس ديدرو” في مدينة لانغري (إقليم هوت-مارن) إلى عملية سرقة استهدفت إحدى أهم مجموعاته التاريخية، بعد أيام قليلة من حادثة سرقة مجوهرات نادرة من متحف اللوفر الشهير في باريس. سجلت السلطات تصاعداً في المخاوف من تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدد الإرث الحضاري الفرنسي.

بدأت تفاصيل الحادث عندما اكتشف موظفو البلدية أثناء فحص اعتيادي للمتحف اختفاء جزء ثمين من “الكنز النقدي”، وهي مجموعة من العملات الذهبية والفضية القديمة، جرى اكتشافها عام 2011 مُخبأة خلف ألواح خشبية خلال أعمال ترميم مبنى المتحف. وتعود هذه العملات إلى نهاية القرن الثامن عشر، حيث صكت ما بين عامي 1790 و1792، ويصل عددها إلى حوالي ألفي قطعة.

وتفيد المصادر أن عملية السرقة نُفِّذت خلال ساعات الليل، دون أن تلفت انتباه الجيران أو أنظمة الإنذار الأمنية، مما فتح الباب أمام تساؤلات جدية حول كفاءة إجراءات الأمن في المتاحف الصغيرة مقارنة بنظيراتها الكبرى في فرنسا. وسارعت الشرطة لفتح تحقيق موسع، فيما طُلب من المختبرات المتخصصة تحليل تسجيلات كاميرات المراقبة بحثاً عن أدلة قد تقود للقبض على الجناة واستعادة المسروقات.

تعد العملات المسروقة من القطع الفريدة التي تشكل جزءًا أساسياً من تاريخ المنطقة المالي والاقتصادي. وقد أثار اختفاؤها موجة من الحزن والاستياء، سواء لدى سكان لانغري أو في أوساط المؤرخين والمهتمين بالتراث. وأعربت الجهات المختصة عن قلقها مما وصفته بـ”الاستهداف المتكرر للكنوز الثقافية”، وأكدت أنها ستعزز أنظمة الحماية والعمل على تحديثها لتعقب مثل هذه العصابات.

تعكس هذه الحادثة الحاجة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية صون التراث التاريخي، وتوحيد جهود المجتمع والسلطات لضمان حماية الكنوز الوطنية من أخطار السرقة والتهريب، لاسيما مع تزايد الطلب على القطع النادرة في الأسواق الدولية.

ولا تزال التحقيقات جارية، ويأمل الجميع في استعادة هذا الكنز النقدي النادر بأقرب وقت ممكن، ليبقى شاهداً على غنى التاريخ الفرنسي وتنوع حضارته.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *