سعيّد: الثقافة حصن السيادة وتظاهراتها يجب أن تعزز مشروع التحرير الوطني

استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، بعد ظهر التاسع من جويلية 2025، بقصر قرطاج، السيدة أمينة الصرارفي وزيرة الشؤون الثقافية، ضمن سلسلة لقاءات تُواكب مستجدات الساحة الثقافية وتحدياتها.

وخلال هذا اللقاء، شدّد رئيس الدولة على أن الثقافة في جوهرها ليست مجرد مهرجانات أو معارض تُقام لفترة وجيزة، بل هي قطاع يرسّخ السيادة الوطنية ويساهم بصفة متواصلة في معركة بناء الوعي والانتماء. واعتبر سعيّد أن كل حدث ثقافي أو فني يجب أن يُموضع في سياق المشروع الوطني لتحرير الفكر وتحصين الهوية وتعزيز القيم الأصيلة.

سعيّد أشار إلى أن المعركة ليست عسكرية فقط، بل هناك جبهة أساسية في حرب الوعي، لذا من الضروري أن تشكل البرامج الثقافية جزءا من الجهود الرامية لاستعادة المبادرة المجتمعية وبعث روح المسؤولية لدى الشباب والأجيال المقبلة. كما دعا إلى إعادة النظر في مفهوم المهرجانات والأيام الثقافية كي تكون منصات تُحفّز الإبداع وتعمّق ارتباط الجمهور بموروثه الحضاري والوطني، لا أن تقتصر على الجانب الاستعراضي أو المناسباتي.

وفي سياق متصل، وجّه الرئيس تعليماته لتطوير دور مؤسسات الثقافة العمومية، والعمل على نشر الفضاءات الثقافية داخل الأحياء والمناطق الداخلية، فقطاع الثقافة، برأيه، جزء أصيل من مساعي الدفاع عن المستقبل وعن السيادة الوطنية.

كما تناول اللقاء قضايا متعلقة بحماية التراث الوطني من الاستهداف أو النهب، حيث أكد رئيس الجمهورية على ضرورة تكثيف الجهود من أجل حماية الموروث الثقافي وملاحقة كل من يسعى إلى العبث بتاريخ البلاد. وأشاد بالتضحيات التي يقدمها الناشطون في الحقل الثقافي رغم محدودية الإمكانيات واعتبرهم من أبرز الفاعلين في التصدي لمظاهر التلاشي وفقدان الانتماء.

وأبرز الرئيس في ختام اللقاء أن المستقبل يتطلب ثقافة وطنية يقظة وقوية قادرة على حمل مشروع التحرير من التبعية والارتقاء بتونس إلى مصاف الدول ذات الشخصية المستقلة والروح المقاومة.

من جانبه، قدمت وزيرة الشؤون الثقافية لمحة عن خطط الوزارة للصيف الثقافي ومبادراتها لدعم الفنون وترسيخ دور الثقافة في البناء الوطني، مؤكدة التزامها بتفعيل التوجيهات الرئاسية وتجسيدها على أرض الواقع.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *