شائعات حول إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في تونس: حقيقة أم خيال؟

في الآونة الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أخبار مثيرة للجدل تزعم أن الرئيس التونسي قيس سعيد عرض على مسؤولين أمريكيين إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في مدينة بنزرت، إلى جانب مزاعم بوجود اتفاقيات سياسية تهدف إلى إطالة بقائه في الحكم مقابل تطبيع محتمل مع الولايات المتحدة بحلول عام 2026. وقد رافقت هذه الادعاءات صورة تظهر الرئيس سعيد في اجتماع مع وفد رسمي أمريكي، مما عزز من انتشار هذه الشائعات وأثار تساؤلات حول مدى صحتها.

لكن عند التحقق من مصادر رسمية وتصريحات صادرة عن مسؤولين تونسيين وأمريكيين، يتضح أن الصورة التي تم تداولها هي فعلاً من لقاء رسمي بين الرئيس قيس سعيد ووفد أمريكي، لكن مضمون اللقاء لم يتطرق إلى أي مقترحات تتعلق بإنشاء قواعد عسكرية. ففي أكثر من مناسبة، شدد الرئيس سعيد ومسؤولون حكوميون تونسيون على موقف الدولة الثابت والخط الأحمر بعدم السماح لأي قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي التونسية، معتبرين أن السيادة الوطنية أمر لا تنازل عنه.

من جهته، أكد وزير الدفاع التونسي في تصريحات رسمية سابقة أن كل طلب أو مقترح حول إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في تونس قوبل دائماً برفض قاطع وصارم من قبل القيادة التونسية، مشيراً إلى أن موقف الرئيس قيس سعيد لم يتغير في هذا الصدد وأن تونس لن تكون أبداً ساحة لأي نشاط عسكري أجنبي.

ومن جانب الإعلام والمصادر المستقلة، لم يثبت حتى الآن وجود أي وثائق أو تسريبات موثوقة تدعم صحة المزاعم المتداولة. بل على العكس، يذهب العديد من المحللين إلى الاعتقاد بأن مثل هذه الشائعات تهدف إلى التشويش السياسي وزرع الفتنة عبر استغلال الأحداث والصور الرسمية لخدمة أجندات معينة.

ختاماً، يبقى من الواضح أن فكرة إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في تونس حديث لا أساس له من الصحة، وأن تداول مثل هذه الروايات دون الاستناد إلى مصادر رسمية أو تقارير موثوقة يأتي في إطار البلبلة الإعلامية أكثر من كونه نقلاً لخبر صحيح أو محاولة لتحليل المشهد السياسي التونسي بدقة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *