شائعات حول تسونامي في تونس: الخبراء يبددون المخاوف ويدعون للهدوء

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس خلال الأيام الأخيرة شائعات تفيد بإمكانية حدوث موجات تسونامي مدمرة على سواحل البلاد نتيجة ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط. وقد دفعت هذه الأنباء عدداً من السكان للتخوف والتردد في زيارة الشواطئ، ما انعكس مباشرة على الإقبال الموسم الصيفي.

وبالعودة إلى البيانات الصادرة عن برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي لرصد المناخ، فقد سُجل بالفعل ارتفاع ملحوظ في حرارة سطح مياه المتوسط في نهاية شهر جوان الماضي، حيث بلغت مستويات غير مسبوقة لهذا الشهر. غير أن عددًا من الخبراء المختصين في علوم البحار والكوارث المناخية أكدوا أن الربط بين هذه الظاهرة وبين احتمال حدوث تسونامي لا يستند إلى أي معطيات علمية دقيقة.

ويشير المختصون إلى أن التسونامي عادةً ما ينجم عن نشاط زلزالي قوي أو ثوران بركاني تحت الماء، وليس بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه. وأوضح الخبير في الجيولوجيا البحرية عامر بحبة في تصريحات إعلامية أن الوضع الحالي للبحر المتوسط مستقر جيولوجيًا ولا توجد إشارات تدعو إلى القلق من احتمال وقوع زلازل أو موجات تسونامي في الأفق القريب.

وشدد نفس المصدر على أن حوض البحر الأبيض المتوسط تاريخيًا يُعد من المناطق الأقل تعرضًا لموجات تسونامي ضخمة، وإذا حدثت فإنها غالبًا ما تكون ضعيفة التأثير. وعلى الرغم من أنه لا يمكن استبعاد الزلازل البحرية بشكل تام، إلا أن الربط بين حرارة الماء وحدوث هذه الظواهر أمر غير دقيق.

ودعا العلماء المواطنين إلى تجاهل الإشاعات المنتشرة والتحقق من المعلومات من مصادرها الرسمية والمعتمدة، مؤكدين على أهمية الاستمتاع بموسم الصيف والشواطئ دون قلق. كما شددوا على أن الجهات الرسمية تملك خطط طوارئ للتعامل مع أي حادث غير معتاد، ويجب الاعتماد عليها في الحصول على المستجدات أو التحذيرات إن وجدت.

في الختام، ينصح الخبراء بعدم الانجرار وراء الشائعات التي قد تهدف إلى إثارة الذعر، والثقة بالمعلومات العلمية الرسمية التي أكدت استقرار الوضع في سواحل تونس ومنطقة البحر المتوسط خلال الفترة الحالية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *