شركة النقل بالساحل ترفض هبة سعودية بسبب الحالة الفنية للحافلات
في تطور أثار اهتمام الرأي العام، كشف المعزّ لدين الله عبد السلام، الرئيس المدير العام لشركة النقل بالساحل، أن الشركة رفضت قبول هبة من المملكة العربية السعودية تضم 397 حافلة كان من المنتظر أن تساهم بشكل كبير في تعزيز أسطول النقل العمومي التابع للشركة.
وأوضح عبد السلام خلال جلسة عمل انعقدت في مقر ولاية سوسة بحضور عدد من المسؤولين والنواب، أن سبب الرفض يعود إلى الحالة الفنية “الكارثية” للحافلات المعروضة، مؤكداً أن أغلب هذه الآليات لم تكن مطابقة للمعايير التقنية الضرورية لضمان سلامة النقل العمومي.
وأشار المسؤول إلى أن الشركة، وبعد تقييم دقيق لوضعية الحافلات، فضّلت الاعتذار عن قبول الهبة حفاظاً على سلامة المواطنين وصورة الشركة، خصوصاً في ظل التحديات والمشاكل التي يشهدها قطاع النقل العمومي في تونس. كما أكد على دور وزارة النقل في اتخاذ هذا القرار والعمل على رفع مستوى الخدمات بدلاً من المجازفة باستعمال تجهيزات قد تعاني من أعطاب أو أعطال تقنية جسيمة.
وقد أثار هذا القرار ردود فعل متباينة في الأوساط المحلية، حيث يرى البعض أنه حرمان للجهة من فرصة دعم أسطول الحافلات، فيما اعتبر آخرون أن الرفض كان في مكانه نظراً لخطورة تشغيل وسائل نقل تفتقر للجاهزية والسلامة. في المقابل، دعا فاعلون في المجتمع المدني إلى ضرورة البحث عن حلول بديلة تضمن تطوير النقل بالساحل دون المساس بمستوى الجودة والمواصفات الفنية الواجب احترامها في قطاع يعتبر حيوياً لكافة المواطنين.
من جانبه، أكد عبد السلام أن الشركة تواصل جهودها للحصول على دعم حكومي وشراكات دولية تهدف إلى تجديد الأسطول وتحسين خدمات النقل، مع التأكيد على أن الشركة منفتحة على جميع المقترحات التي تراعي مصلحة المواطن ومعايير السلامة. وتبقى الآمال معلقة على إيجاد حلول ناجعة تضمن مواكبة تطلعات سكان الجهة وتجعل من النقل العمومي أداة فاعلة في تحقيق التنمية المحلية.
