ضغوطات متزايدة في برج المراقبة بمطار نيس تؤثر على انسيابية الرحلات الجوية

يواجه مطار نيس كوت دازور تحديات تشغيلية ملحوظة في قطاع المراقبة الجوية بسبب قلة عدد الموظفين وتزايد حجم الضغط عليهم، ما انعكس سلباً على سير حركة الطيران وسلامة المسافرين خلال الأعوام الأخيرة.

وبحسب مصادر ميدانية وتقارير القطاع، شهد المطار خلال السنوات الأخيرة عدة حوادث كادت أن تتحول إلى تصادمات بين الطائرات، إلى جانب تكرار حالات التأخير في مواعيد الإقلاع والهبوط، فضلاً عن إلغاء بعض الرحلات في أوقات الذروة.

وأفادت المصادر أن الأزمة تعود بشكل أساسي إلى النقص الواضح في عدد مراقبي الحركة الجوية في برج المراقبة، إذ يجد العاملون أنفسهم مضطرين للعمل أثناء ضغط شديد وفي ظل دوام متواصل بسبب غياب الدعم البشري الكافي. وقد ترتب على ذلك استنزاف لقدرات الطواقم وتراجع التركيز، ما يهدد مع مرور الوقت مأمونية الأجواء الجوية في المنطقة.

كما أشار مراقبون إلى أن الإجراءات التنظيمية الجديدة والضغوط النفسية بعد وقوع بعض الحوادث الطفيفة ساهمت في تعقيد الوضع، حيث أصبح تجنب أي خطأ أو تقصير يمثل هاجساً دائماً لدى المراقبين. هذا بالإضافة إلى شكاوى متكررة من عدم تفاعل الإدارة مع ضرورة تعزيز الموارد البشرية وتوفير بيئة عمل أكثر استقراراً للعاملين في القطاع.

في المقابل، تواصل إدراة المطار العمل على دراسة خيارات لتقوية قسم المراقبة الجوية، من بينها استقطاب كوادر جديدة وتوفير تدريبات متخصصة، مع الإشارة إلى صعوبة اجتذاب مهارات مؤهلة في المجال في ظل المنافسة الأوروبية وقيود السوق المحلي.

يُشار إلى أن تأثير المشكلات في برج المراقبة لم يقتصر على السلامة فحسب، بل طال رضا المسافرين والشركات الناقلة كذلك، ما دفع الكثيرين للمطالبة بحلول جذرية وسريعة لضمان انتظام الرحلات وتجنب وقوع أي كوارث مستقبلية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *