طرق جديدة للهجرة غير النظامية تشهد زيادة بين ليبيا وكريت رغم تراجع التدفقات إلى أوروبا
في تقرير حديث صدر عن وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس”، تبين أن أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي قد سجلت انخفاضًا ملحوظًا بنسبة تصل إلى 18% خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، حيث بلغ إجمالي عدد الوافدين نحو 95,200 مهاجر، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. لكن هذا التراجع العام لم يمنع من بروز ممرات ومناطق عبور جديدة وأكثر نشاطًا هذا العام.
ومن أبرز التطورات التي أشار إليها التقرير، ظهور طريق بحري جديد بين السواحل الليبية وجزيرة كريت اليونانية. فقد أفادت البيانات أن أكثر من عشرة آلاف مهاجر استخدموا هذا المسار لعبور البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا خلال الفترة المذكورة، وهو رقم يفوق بمقدار أربعة أضعاف عدد العابرين على الخط نفسه في العام السابق.
وقد أثارت هذه الزيادة غير المتوقعة في مستخدمي الطريق البحري بين ليبيا وكريت قلق السلطات الأوروبية، التي تخشى من توسع شبكات الاتجار بالبشر وتغير أنماط الهجرة غير النظامية، في ظل تزايد الإجراءات الأمنية على المسارات التقليدية مثل طريق وسط البحر المتوسط.
من جهة أخرى، أظهرت إحصائيات فرونتكس تقلصًا في تدفقات المهاجرين عبر المعابر التقليدية بفضل تدابير مشددة اتخذتها عدة دول في إطار التعاون الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية. لكن الضغط على النقاط الجديدة للعبور، وخاصة كريت وغافدوس، أصبح ملموسًا بشكل أكبر، حيث أظهرت مصادر يونانية وصول ما يزيد عن 7300 مهاجر إلى هاتين الجزيرتين منذ يناير 2025.
ويفسر خبراء الهجرة ازدياد أعداد العابرين من ليبيا إلى كريت بالتغير المستمر في أساليب المهربين، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والسياسية في العديد من دول جنوب المتوسط. ويؤكد الخبراء أن تلك المعابر الجديدة قد تتحول لممرات رئيسية في حال استمرار الضغوط الأمنية على المسارات القديمة.
ومع ازدياد التعقيدات، تحث فرونتكس ودول الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون مع بلدان المصدر والعبور، وتكثيف الدوريات البحرية، لمواجهة هذه الظاهرة وتقديم حلول فعالة تحفظ حياة المهاجرين وتكافح شبكات التهريب المنظمة.
ويظل ملف الهجرة غير النظامية تحديًا مستمرًا أمام أوروبا في ظل التغيرات المصاحبة للمسارات واختلاف أساليب التهريب، وهو ما يقتضي حلولاً مبتكرة وتعاوناً شاملاً بين الدول المعنية.