عدنان الشواشي يروي تفاصيل دعوة غريبة تلقاها بعد الثورة التونسية
في شهادة نشرها الفنان التونسي عدنان الشواشي على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، تحدّث ولأول مرة عن حادثة غريبة مرّ بها بعد فترة قصيرة من سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وصف الشواشي تلك الواقعة بأنها واحدة من أكثر المواقف عبثية التي عاشها، حيث تلقّى مكالمة هاتفية قوبلت لديه بمشاعر غضب واستنكار شديدين بسبب مضمونها الذي اعتبره سطحياً وغير مسؤول. قال الشواشي إن المتصل عرض عليه الحضور والمشاركة في برنامج تلفزيوني مباشر وصفه بـ”البدعة”، معتبراً أن الغرض من ذلك العرض كان بعيد كل البعد عن التغيير الحقيقي الذي نادت به الثورة التونسية، بل هو محاولة لاستغلال الفنانين في سياقات إعلامية مستفزة تفتقر إلى الجدية واحترام التجربة الوطنية آنذاك.
أشار عدنان الشواشي في روايته إلى أنه شعر بمرارة حقيقية جراء تلك الدعوة المفاجئة التي جاءت في ظرف سياسي حساس، حيث كان ينتظر أن تتغير العقلية الإعلامية بعد الثورة وتفسح المجال لأصوات الفن والثقافة الحرة عوض استغلالها لأغراض ترفيهية جوفاء. كما عبر عن استغرابه من الطريقة التي تم التعامل بها معه، كأن شيئاً لم يتغير سوى الوجوه، بينما بقيت بعض العقليات والممارسات القديمة حاضرة بقوة في الساحة الإعلامية.
واستغل الشواشي هذه الحادثة لتوجيه رسالة إلى القائمين على قطاع الإعلام والثقافة في تونس، داعياً إياهم إلى ضرورة تقدير الفنانين وتوفير أطر مشرفة لمشاركتهم، بعيداً عن الأساليب التي تهدف إلى الإثارة الفارغة على حساب مضمون العمل الفني والرسالة الوطنية للثورة.
وقد لقيت شهادة عدنان الشواشي تفاعلًا كبيرًا من جمهوره والمتابعين، الذين عبّروا عن تضامنهم معه وطالبوا بتعزيز احترام الفنانين وإعطاء الأولوية للبرامج ذات القيمة الفكرية والفنية في الإعلام التونسي الجديد.
