عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون ينتقد استمرار دعم بلاده للمؤسسات التونسية
ندد عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية ساوث كارولينا، جو ويلسون، باستمرار الدعم المالي الأمريكي للمؤسسات التونسية، موجهاً انتقادات لاذعة لموقف بعض أعضاء البرلمان التونسي بخصوص رفضهم لما اعتبروه تدخلا أجنبيا في شؤون البلاد. جاءت تصريحات ويلسون رداً على تدوينة النائبة فاطمة المسدي وزميلها فخر الدين فاضل، حيث اعتبرهما يمثلان حكومة “غير حقيقية” من وجهة نظره.
وأشار ويلسون في تصريحاته إلى أنّ الولايات المتحدة قدمت مساعدات مالية معتبرة لتونس، والتي تقدر بحوالي أربعين مليون دولار سنوياً، مشدداً على ضرورة أن تعيد تونس النظر في استفادتها من هذه الأموال إذا استمرت في رفض التعاون مع الطرف الأمريكي أو رفضها للدعم الدولي، متسائلا عن مدى جدوى الاستمرار في تقديم هذه المساعدات في ظل المواقف السياسية الأخيرة لبعض المسؤولين التونسيين.
ودعا ويلسون المؤسسات التونسية، وعلى رأسها البرلمان، إلى تبني مقاربة أكثر انفتاحاً واعتدالاً في التعامل مع الشركاء الدوليين، مؤكداً أن العلاقة بين البلدين يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وليس عبر الاتهامات والاستفادة من الدعم المالي دون تعاون حقيقي.
وتأتي هذه التصريحات في سياق توتر علاقات تونس الخارجية إثر مواقف رسمية وبرلمانية مناهضة للتدخل الخارجي، الأمر الذي دفع بعض المسؤولين الأمريكيين، مثل النائب ويلسون، إلى المطالبة بإعادة مراجعة سياسات المساعدات الممنوحة إلى تونس، وربما تعليقها إذا لم يتم تحسين أجواء التعاون بين الجانبين.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت على مدار السنوات الماضية من أكبر الداعمين لتونس على الصعيدين المالي والتقني، وذلك في إطار شراكة استراتيجية تهدف لدعم الانتقال الديمقراطي وتعزيز استقرار مؤسسات الدولة. إلا أن استمرار الجدل السياسي وتبادل الاتهامات قد يلقي بظلاله على مستقبل هذه الشراكة ويدفع باتجاه توجه دبلوماسي جديد قائم على المشروطية والرقابة الأكبر من قبل واشنطن على كيفية صرف هذه المساعدات.