عمدة مرسيليا يلجأ للقضاء بعد تلقيه تهديدات إثر حضوره مهرجان الكسكسي
أثار حضور بونوا بايان، عمدة مدينة مرسيليا الفرنسية، مهرجان الكسكسي الذي أقيم مؤخراً بالمدينة، موجة من ردود الأفعال الغاضبة، وصلت إلى حد تلقيه تهديدات بالقتل من جهات مجهولة. وبسبب خطورة هذه التهديدات، تقدم بايان يوم الاثنين 8 سبتمبر 2025، بشكوى رسمية إلى السلطات القضائية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يهدده أو يحرض عليه.
وفي منشور له عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقاً)، صرّح عمدة مرسيليا قائلاً: “تلقيت تهديدات بالقتل فقط لأنني شاركت في مهرجان للطعام وتناولت الكسكسي مع السكان. ليس من المنطقي ولا المقبول أن تهدد حياة إنسان بسبب مشاركته في فعالية ثقافية تجمع بين السكان وتعزز قيم العيش المشترك.” وأضاف بايان في منشوره: “مرسيليا كانت وستبقى مدينة تنبذ الكراهية وتؤمن بالتنوع والتسامح.”
ويعتبر مهرجان الكسكسي أحد الفعاليات السنوية البارزة التي تحتفي خلالها مرسيليا بتنوعها الثقافي وتراثها المتعدد، حيث يجتمع سكان المدينة للمشاركة في تذوق الأطباق الشعبية وتبادل التجارب الإنسانية. وتشكل هذه الفعالية مناسبة لتعزيز مبادئ التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع المرسيلي.
لم يصدر عن الشرطة أو النيابة الفرنسية بعد تفاصيل إضافية حول ملابسات التهديدات أو الجهة التي قد تقف وراءها. لكن مشاركة العمدة في هذه الفعالية الرمزية لقيت ترحيباً من العديد من سكان مرسيليا والناشطين الحقوقيين الذين عبروا عن دعمهم لبونوا بايان، مؤكدين رفضهم لجميع أشكال التطرف والعنف.
تجدر الإشارة إلى أن مرسيليا تُعد واحدة من أكثر المدن الفرنسية تعدداً من حيث الأعراق والثقافات، وتواجه تحديات مستمرة في سبيل ترسيخ قيم التسامح ومواجهة خطابات الكراهية، خاصة مع تصاعد النزاعات المرتبطة بالهوية والدين في أوروبا خلال السنوات الأخيرة.
وبات هذا الحادث يسلط الضوء مجدداً على أهمية حماية الشخصيات العامة والفاعلين في المجتمع من العنف اللفظي والجسدي، وضرورة تجديد الجهود لإرساء ثقافة الحوار وقبول الآخر تحت مظلة القانون والديمقراطية.