عمل بطولي في صفاقس: مواطن يخاطر بحياته لإنقاذ أطفال من حريق ضخم
شهد حي النور بمدينة صفاقس صباح السبت 9 أوت 2025 حادثة مأساوية تمثلت في اندلاع حريق كبير في أحد المباني السكنية، ما أدى إلى حالة من الفزع والهلع بين أهالي الحي وسكان المبنى. وانتشرت ألسنة اللهب والأدخنة بسرعة وسط المبنى، ما جعل العشرات يهرعون لمساعدة الجيران والبحث عن طرق لإجلاء السكان.
ووفق شهود عيان ومقاطع فيديو تم تداولها، تحرك عدد من المواطنين بسرعة وشجاعة في محاولة لإنقاذ الضحايا، وتمكنوا بالفعل من إخراج مجموعة من الأطفال كانوا عالقين داخل إحدى الشقق المحاصرة بالنيران. وقد كان من بين هؤلاء المنقذين مواطن يُدعى بدر الدين الخودي، الذي أظهر جرأة نادرة بتسلقه سلالم المبنى معرضاً حياته للخطر في سبيل نجدة الأطفال.
خلال عملية الإجلاء، تعرض بدر الدين لإصابة خطيرة إثر سقوطه أثناء مشاركته في إخراج الأطفال من دائرة الخطر، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الطبية اللازمة. رغم هذا الحادث الأليم، عبر العديد من سكان المنطقة عن شعورهم بالامتنان والفخر تجاه هذا العمل البطولي، كما أعربوا عن تضامنهم مع عائلة المنقذ متمنين له الشفاء العاجل.
وتؤكد هذه الواقعة معاني التضامن والشجاعة بين أفراد المجتمع التونسي، حيث سارع الجميع لإنقاذ الأرواح دون تردد. وتواصلت وحدات الحماية المدنية جهودها للسيطرة على الحريق والاطمئنان إلى سلامة جميع السكان.
ولم ترد حتى الآن معلومات مؤكدة عن وجود ضحايا آخرين من العائلة أو الجيران، في حين تستمر التحقيقات للكشف عن أسباب الحريق وملابساته.
تبرز هذه الحادثة أهمية التضامن المجتمعي في مواجهة الأزمات، وتعيد إلى الأذهان الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه كل فرد في إنقاذ الأرواح ساعة الخطر.