غريتا تونبرغ تتخلى عن عضويتها في قيادة «أسطول الصمود» وتواصل دعمها لغزة من خارج الإدارة

أعلنت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ تخليها عن عضويتها في مجلس إدارة «أسطول الصمود العالمي» على خلفية خلافات تنظيمية تتعلق باستراتيجيات التواصل والإعلام داخل المجموعة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام دولية.

وأكدت تونبرغ، التي اشتهرت بمواقفها الجريئة في الدفاع عن حقوق الإنسان والمناخ، أنها ستواصل دعمها لجهود الأسطول الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لكنها قررت ممارسة هذا الدور من خارج الإطار الإداري.

وتأتي هذه الخطوة في سياق توترات داخلية ظهرت بين بعض أعضاء المجلس بعد جدال حول الأساليب الإعلامية والتكتيكات المناسبة لتسليط الضوء على معاناة أهالي غزة تحت الحصار. وأكدت تونبرغ في تصريحات نسبت إليها: «كل فرد يمكن أن يكون له تأثير، واختياري للخروج من اللجنة الإدارية لا يغير من التزامي الشخصي تجاه القضية»، مُضيفة أنها ستستمر كمنظمة ومتطوعة ضمن المبادرة.

وكانت تونبرغ قد شاركت سابقاً في محاولات سابقة لكسر الحصار المفروض على غزة من خلال قوافل إنسانية بحرية، إلى جانب شخصيات سياسية وحقوقية أخرى. في إحدى هذه المناسبات، واجه المشاركون تضييقاً شديداً واعتراضاً من قبل السلطات الإسرائيلية، لكن تونبرغ عبّرت مراراً عن إصرارها على مواصلة دعم السكان المدنيين في غزة ولفت أنظار العالم إلى معاناتهم المستمرة.

جدير بالذكر أن أسطول الصمود العالمي يضم ناشطين من عدة دول ويهدف إلى نقل المساعدات الغذائية والطبية لسكان القطاع، ويواجه تحديات تنظيمية وسياسية كبيرة، خاصة مع تزايد القيود والعقبات في البحر. ورغم انسحاب تونبرغ من موقعها القيادي، فإن مشاركتها الميدانية ورمزيتها في الحركة المناهضة للحصار ما تزال تحظى باهتمام عالمي، وقد تشجع مزيداً من المتطوعين والمنظمات الإنسانية على الانخراط ودعم المبادرات المماثلة.

يتضح من التطورات الأخيرة أن القضية الفلسطينية والاستجابة الدولية لها تظل موضوع نقاش داخل الأوساط التضامنية، ولا سيما بين القيادات الشابة والناشطين المعروفين. ويبدو أن الخلافات حول بعض تفاصيل العمل وأساليبه لم تثنِ تونبرغ عن رسالتها الأساسية، بل عززت رغبتها في العمل الميداني المباشر بعيداً عن المناصب الرسمية. وتبقى هذه الخطوة إشارة إلى مرونة العمل التضامني وتنوع أدوار الفاعلين فيه من أجل إيصال صوت المحاصرين في غزة إلى المجتمع الدولي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *