فتاة تونسية تهرب من احتجاز والدها بعد أكثر من عام في الأسر
ألقت السلطات الأمنية في سيدي حسين بالعاصمة تونس مؤخراً القبض على رجل أقدم على تقييد ابنته البالغة من العمر 17 سنة بالسلاسل واحتجازها في غرفتها لمدة تجاوزت العام. وتعود تفاصيل الحادثة إلى صيف عام 2024، حين اكتشف الأب أن ابنته بدأت في تعاطي الهيروين، إضافة إلى اتهامها بترويج المخدرات بين أوساط معارفها وأصدقائها.
وفي محاولة منه “لمنعها” من مواصلة هذا الطريق، لجأ الأب إلى حبسها داخل غرفة في بيته وشد وثاقها بالسلاسل الحديدية، في مشهد صادم هزّ مشاعر الرأي العام التونسي بعد اكتشاف الواقعة.
ظلّت الفتاة في حال الاحتجاز القسري منذ يوليو 2024 حتى تمكنت مؤخراً من الهرب بمساعدة شقيقها الأصغر الذي نجح سرًا في تحريرها، لتتوجه فوراً إلى أحد مراكز الأمن الوطني وتقدم بلاغاً ضد والدها.
تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة إلى منزل الأسرة، وقامت بفك قيد الفتاة ونقلها لتلقي الرعاية الطبية والنفسية، كما ألقت القبض على الأب الذي أقرّ أثناء التحقيقات بإقدامه على احتجاز ابنته، وبرر فعلته بمحاولة “حمايتها من الإدمان والانحراف”.
الحادثة سلّطت الضوء مجدداً على قضايا التعامل الأسري مع مشاكل تعاطي المخدرات لدى الشباب، وأثارت جدلاً واسعًا حول حدود السلطة الأبوية وضرورة البحث عن حلول إنسانية وقانونية لحماية القُصّر وضمان حقوقهم. وتواصل الجهات المختصة التحقيق في الواقعة تمهيدًا لتقديم الأب للقضاء، بينما يتلقى الضحية الدعم من منظمات حماية الطفولة والمجتمع المدني.