فتح تحقيقات فرنسية بعد وفاة مواطن تونسي في مرسيليا والجالية تترقب التفاصيل

تلقت القنصلية التونسية بمدينة مرسيليا إخطارًا رسميًا من السلطات القضائية الفرنسية يفيد بإطلاق تحقيقين متوازيين في حادثة وفاة المواطن التونسي عبد القادر الذيبي، الذي وُلد في ولاية قابس يوم 18 يناير 1990، وتوفي في الثاني من سبتمبر 2025 بمدينة مرسيليا الفرنسية.

ووفق مصادر مطلعة، فإن نائبة المدعي العام بمرسيليا أبلغت القنصلية بأن التحقيقات ستجري من جانبين مختلفين: الأول تتولاه الشرطة القضائية، والثاني تقوم به التفقدية العامة للشرطة الفرنسية المعروفة اختصارًا بـ IGPN، والتي تختص بقضايا تتعلق بتصرفات أفراد الشرطة.

أثارت الحادثة حالة من الصدمة في صفوف الجالية التونسية بفرنسا، كما سارعت السلطات التونسية إلى التحرك على أعلى مستوى. إذ عبرت وزارة الشؤون الخارجية التونسية، بتوجيه مباشر من رئاسة الجمهورية، عن رفضها الحازم لأي تجاوز أو إخلال بالإجراءات القانونية، وطالبت الجانب الفرنسي بالإسراع في كشف ملابسات الوفاة وتقديم النتائج بشفافية تامة. وقد تحدث مسؤولون تونسيون رسميون عن مطالبهم بتأمين حقوق الضحية وأفراد عائلته، مع وضع ملف القضية برمته تحت أنظار الرأي العام التونسي والدولي.

وتعود وقائع الحادثة، بحسب ما تم تداوله إعلاميًا، إلى تدخل أمني شهدته مدينة مرسيليا، انتهى بمقتل عبد القادر الذيبي على يد عناصر من الشرطة الفرنسية. وقد أثارت الحادثة جدلاً واسعاً بشأن مدى تناسب استخدام القوة من قبل الأمن، بينما أكدت السلطات الفرنسية التزامها بمعايير التحقيق المستقل والشفاف في كل الظروف. من جهتها، شددت عائلة الشاب التونسي على مطالبها بتحقيق العدالة والإنصاف.

والجدير بالذكر أن تحقيق الشرطة القضائية سيتناول كل الملابسات المتعلقة بالحادثة من حيث الظروف التي أحاطت بها ونوعية التدخل الأمني، بينما سيتركز تحقيق التفقدية العامة للشرطة IGPN حول تصرفات رجال الأمن ومدى تقيدهم بالقوانين والأخلاقيات المهنية.

تتابع القنصلية التونسية عن كثب التفاصيل، وأعلنت استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم القانوني والمعنوي اللازم لأفراد العائلة. كما تزايدت دعوات من منظمات حقوقية وهيئات من المجتمع المدني في تونس وفرنسا من أجل ضمان الشفافية في سير التحقيقات وتحقيق العدالة للضحية.

وتظلُّ الواقعة محط اهتمام الرأي العام المحلي والدولي، إلى حين الكشف عن نتائج التحقيقين وإيضاح جميع الملابسات التي أدت إلى وفاة عبد القادر الذيبي في مرسيليا.