فتح تحقيق قضائي ضد حاخام فرنسي بسبب تهديداته الخطيرة للرئيس ماكرون

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية يوم الجمعة 8 أغسطس 2025 عن فتح تحقيق قضائي بحق الحاخام ديفيد دانييل كوهين، وذلك إثر تصريحات مثيرة للجدل أطلقها في أحد مقاطع الفيديو التي نُشرت عبر منصة يوتيوب. وخلال الفيديو، وجّه كوهين تهديدًا صريحًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً إنه يجب على الرئيس أن “يستعد لنعشه”، في تصعيد خطير اعتبر على نطاق واسع بمثابة تحريض واضح على العنف.

وقد ظهرت هذه التصريحات لأول مرة في الثالث من أغسطس الجاري، ما أثار موجة من الاستنكارات في الأوساط الفرنسية والدولية، نظرًا لحدة الخطاب الذي حملته، بالإضافة إلى دعوته لانهيار فرنسا. وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن الدستور وقوانين البلاد تحظر بشكل صارم الخطاب التحريضي والتهديدات المباشرة لأي شخصية عامة، مهما كانت الأسباب أو الخلفيات.

وباتت القضية محط اهتمام واسع في الشارع الفرنسي ووسائل الإعلام، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين الحكومة وبعض الشخصيات الدينية في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع السلطات للتحرك السريع لفتح تحقيق رسمي ضد الحاخام.

من جانبها، طالبت منظمات المجتمع المدني باتخاذ إجراءات حازمة من شأنها التصدي لأي خطاب يحرض على الكراهية أو العنف أو يمس أمن واستقرار المسؤولين والمؤسسات في الجمهورية. وأكد سياسيون وحقوقيون فرنسيون على ضرورة إبقاء الفضاء العام خاليًا من أي تصريحات أو أفعال تهدد التعايش والسلم الاجتماعي.

تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية تأتي في وقت تشهد فيه فرنسا جدلاً حادًا بشأن حدود حرية التعبير، والتوازن بين ضمان الأمن الوطني، وحماية الحقوق الفردية، وخصوصًا مع تزايد استخدام منابر التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل التحريضية.

وفي انتظار نتائج التحقيقات القضائية، يُتوقع أن تواصل السلطات الفرنسية متابعة القضية عن كثب، حفاظًا على هيبة مؤسسات الدولة وضمانًا لاحترام مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *