فرص وتحديات جلب السياحة الصينية إلى تونس: كيف تستعد البلاد للانفتاح على أكبر سوق سياحي في العالم؟

بينما تسعى عدة دول حول العالم إلى جذب السياح القادمين من الصين، ما تزال تونس في خطواتها الأولى نحو استقطاب هذه الشريحة الواسعة من المسافرين، رغم ما تملكه من إمكانيات بيئية وتراثية تؤهلها لأن تكون وجهة محببة لدى الصينيين.

تعد الصين اليوم أكبر مصدر للسياح عالميًا، إذ يسافر سنويًا أكثر من 150 مليون صيني خارج بلادهم. هذا الرقم المتزايد دفع الحكومات والمؤسسات السياحية لضبط سياساتها وبرامجها بما يتلاءم مع احتياجات وتفضيلات السائح الصيني، الذي يبحث غالبًا عن مزيج من الثقافة، الطبيعة والتجارب الجديدة.

تونس قطعت خطوات لتيسير قدوم السياح الصينيين، منها إعفاءات التأشيرة منذ عام 2017، وتكثيف مشاركاتها في معارض السفر الدولية في بكين وماكاو لتعريف الزوار الصينيين بما تملكه من شواطئ، مواقع أثرية، منتجات تقليدية ومهرجانات حية. وتشير بيانات رسمية إلى أن أعداد الزوار الصينيين ارتفعت إلى حوالي 18 ألف عام 2018 مع توقعات بنمو العدد في السنوات الأخيرة.

مع ذلك، تواجه تونس عدة تحديات، من بينها الحاجة إلى تطوير البنية التحتية السياحية، وتعزيز الخدمات التي تلائم تطلعات السياح الصينيين مثل توافر الطعام الصيني، موظفين يتحدثون اللغة الصينية، ودلائل سياحية بلغتهم. وقد سارعت السلطات لتنظيم دورات تكوينية للعاملين في القطاع، وتحسين تجارب الوصول في المطارات، وربما المضي قدما نحو تسهيلات إضافية على مستوى التأشيرات لمزيد من الفئات.

ويرى خبراء السياحة أن تونس تستطيع تمييز نفسها عن غيرها عبر إبراز عناصرها الطبيعية مثل الصحراء والساحل، والمواقع التاريخية كقرطاج والمدينة العتيقة بتونس العاصمة، بالإضافة إلى الأصالة المحلية التي يفضلها كثير من المسافرين من شرق آسيا. كما أن الاستثمار في التسويق الرقمي وتفعيل التعاون مع وكالات السفر والمنصات الصينية من شأنه أن يفتح آفاقًا واعدة أمام تونس في مواجهة المنافسة الإقليمية والدولية، لتكون وجهة مفضلة للسائح الصيني في شمال أفريقيا.

بهذه التحركات، تأمل تونس في مضاعفة أعداد الزوار من الصين خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ويرسخ مكانتها على الخريطة السياحية العالمية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *