في ذكرى انتصار أكتوبر: الجيش التونسي ودوره في دعم الجبهة المصرية

في السادس من أكتوبر 2025، تُحيي مصر وكافة الشعوب العربية الذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، التي تُعد واحدة من أعظم اللحظات في التاريخ العسكري العربي. لم يكن نصر أكتوبر إنجازاً مصرياً فقط، بل كان ثمرة وحدة وتكاتف معظم الدول العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي لاستعادة الكرامة والأرض.

كان للجيش الوطني التونسي دور مشرف وبطولي في هذه الملحمة، حيث لبّى نداء الواجب العربي وأرسل كتيبة مشاة قوامها 1200 جندي إلى الجبهة المصرية، بإشراف العقيد عبد العزيز سكيك، الذي تولى قيادة العمليات هناك. تمركزت الكتيبة التونسية في دلتا النيل، ضمن القطاع العسكري ببورسعيد، حيث أُوكلت إليها مهمة حماية ظهر القوات المصرية ودعم العمليات القتالية في مناطق استراتيجية حاسمة.

أثبت الجنود التونسيون كفاءتهم وانضباطهم في ميدان المعركة، وشاركوا في الدفاع عن الأرض المصرية وتوفير الإسناد اللوجستي والمعنوي للقوات المسلحة المصرية، ورغم التحديات وقسوة المواجهة، جسّد العسكريون التونسيون أروع صور التضامن العربي من خلال مشاركتهم الميدانية.

ساهمت تونس أيضاً بطائرات “هوكر هنتر” لدعم العمليات الجوية، ما عزّز من قوة التنسيق العربي على الجبهة. فلم تكن مشاركة الكتيبة التونسية رمزية فحسب بل كانت عاملاً فعّالاً في سد الثغرات وحماية المواقع الحيوية.

ولا تزال صفحات التاريخ العسكري تحتفظ بشهادات وإشادات القادة العسكريين المصريين بدور تونس وجنودها، مؤكدين أهمية هذا الدعم في إنجاح العلميات الحربية، واستعادة الأراضى التي ظلت محتلة لسنوات.

ومع حلول ذكرى انتصار أكتوبر هذا العام، تتجدد مشاعر الامتنان والفخر للأبطال الذين ضحوا في سبيل العروبة، ويظل دور تونس وجيشها مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ورسالة بأن التضامن العربي يملك دائماً القدرة على صنع التاريخ والانتصار.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *