قابس تشهد توقفًا كليًا للحياة بسبب إضراب عام احتجاجًا على التلوث الصناعي

عاشت مدينة قابس الواقعة جنوب شرقي تونس، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، حالة من الشلل التام بعد مشاركة واسعة في الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الغضب الشعبي نتيجة تدهور الأوضاع البيئية، واستمرار الانبعاثات الغازية الضارة من المجمع الكيميائي الموجود بالمدينة منذ عقود.

وقد أغلقت جميع المحلات التجارية والأسواق والمؤسسات التعليمية والإدارات العمومية أبوابها، فيما غاب النشاط الاقتصادي والاجتماعي بشكل شبه كامل في معظم أحياء المدينة. وخرج مئات المتظاهرين في مسيرة جابت الشوارع الرئيسية، للتعبير عن إصرارهم على ضرورة اتخاذ إجراءات جذرية تجاه تلوث الهواء والمياه، مطالبين الحكومة بتفكيك وحدات الإنتاج الكيميائي أو إيجاد حلول جدية لحماية صحة المواطنين.

الاحتجاجات تخللتها هتافات رافضة للتدهور البيئي، رافقها رفع شعارات تدعو إلى العدالة البيئية وحق السكان في بيئة سليمة. وحمّل المشاركون السلطات المركزية والمحلية مسؤولية تراخيها في معالجة هذا الملف، محذرين من اضطرارهم إلى تصعيد الاحتجاجات في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه.

يذكر أن أزمة التلوث الصناعي في قابس تُعد من أقدم المشكلات البيئية في تونس، وقد سبق للأهالي ومنظمات المجتمع المدني تنظيم تحركات مماثلة خلال السنوات الماضية. إلا أن هذا الإضراب اتسم بالشلل الكامل للمدينة، وبزخم شعبي واسع يعكس حجم المعاناة واليأس من الحلول الترقيعية. وتبقى السلطات مطالبة باتخاذ قرارات حاسمة لمعالجة آثار التلوث وضمان بيئة صحية كحق أصيل لجميع السكان.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *