قدرات قطر العسكرية في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة
في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قيادات حركة حماس داخل العاصمة الدوحة، تصاعد الاهتمام الإقليمي والدولي حول قدرة قطر على الرد وحماية سيادتها الوطنية أمام تداعيات متغيرات الأمن الإقليمي. وأكدت القيادة القطرية، عبر رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن البلاد تحتفظ بحقها في الرد، مشددة في الوقت ذاته على رفضها القاطع لأي انتهاك لسيادتها، وسط إدانات واسعة من المجتمع الدولي لهذا الهجوم.
تستند قدرة الدوحة في حماية أمنها إلى تحديث شامل ومستمر لقواتها المسلحة على مدى السنوات الماضية؛ حيث حرصت قطر على تنويع مصادر تسليحها وتطوير ترسانتها في المجالات الجوية والبرية والبحرية. فمن جانب الطيران العسكري، عززت قطر أسطولها بطائرات مقاتلة متعددة المهام مثل الرافال الفرنسية ويوروفايتر تايفون إلى جانب طائرات أمريكية الصنع مثل إف-15، وهو ما يرفع من جهوزية سلاح الجو القطري في مواجهة التهديدات الحديثة.
أما في قطاع الدفاع الجوي، فقد استثمرت قطر بشكل كبير في اقتناء أنظمة دفاعية متطورة على رأسها منظومة باتريوت الأمريكية ومنظومات رادار حديثة قادرة على تعزيز حماية الأجواء القطرية ورصد أي تهديد محتمل. وعلى مستوى القوات البحرية، أبرمت الدوحة صفقات لبناء زوارق وفرقاطات حديثة لضمان مراقبة وحماية المياه الإقليمية وطرق الملاحة البحرية.
وبالتوازي مع التطور التسليحي، أبدت قطر اهتمامًا واضحًا ببناء شراكات استراتيجية مع حلفاء أقوياء مثل الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا، حيث تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وتشارك في تدريبات عسكرية مشتركة تُسهم في رفع جاهزية جيشها وتبادل الخبرات مع أقوى الجيوش العالمية.
هذه النهضة النوعية في القدرات العسكرية القطرية تأتي ضمن رؤية شاملة لتعزيز أمن الدولة والوصول إلى قدرة ردع فعّالة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة. ومع تعرض الدوحة أخيرًا لهجوم غير مسبوق، ازدادت التقديرات حول إمكانية توسيع قطر لدورها الدفاعي وتطوير تعاونها الدولي للموازنة بين حماية سيادتها وأداء دورها الدبلوماسي في المنطقة.
في هذا السياق، تبقى الترسانة القطرية وبيئة الأمن المتكاملة التي تبنيها الدوحة اليوم أهم ركائز قدرة الدولة على مواجهة أي تحديات عسكرية أو أمنية محتملة في المستقبل، وسط تعويل شعبي ورسمي على تطوير قدرات الردع القطرية بالتوازي مع استمرار المساعي الدبلوماسية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.