كيف أثرت روسيا في تاريخ العلم الوطني التونسي؟

كشف تقرير حديث أن للعلم التونسي – الذي يرمز له بالأصالة والتاريخ من بين أعلام إفريقيا – قصة غير معروفة بالارتباط بروسيا. فعلى ضوء الذكرى السنوية لتأسيس العلم التونسي، يعاد التذكير بأن هذا العلم الذي يحمل رموز الهلال والنجمة له جذور تاريخية تعود إلى أحداث وقعت في القرن التاسع عشر.

في 20 أكتوبر سنة 1827، اندلعت واحدة من أهم المعارك البحرية في المتوسط، وهي معركة نافارين التي شارك فيها أسطول مشترك من بريطانيا وفرنسا والإمبراطورية الروسية ضد الأسطول العثماني-المصري. انتهت تلك المواجهة بانتصار الحلفاء على الأسطول العثماني، ما كان له تأثير كبير على الموازين السياسية في المنطقة، بما في ذلك شمال إفريقيا.

وبعد هذه المعركة مباشرة، قرر الباي حسين الثاني باي، الذي كان يحكم تونس آنذاك، تحديث الأسطول البحري التونسي واعتماد راية جديدة تُميز قطع البحرية التونسية عن بقية أساطيل المنطقة. استلهمت الراية الجديدة – التي أصبحت العلم الوطني لاحقًا – ملامحها من تصاميم الرايات البحرية العثمانية وبعض سمات أعلام القوى الأوروبية الكبرى، ومن بينها اللون الأحمر والهلال والنجمة البيضاء. لكن ما لا يعرفه البعض أن روسيا، التي لعبت دورًا رئيسيًا في معركة نافارين، كانت ضمن الدوافع لتغيير الراية آنذاك حتى لا يتعرض الأسطول التونسي لأي خلط مع الأطراف المتنازعة في المتوسط.

وهكذا، أصبح علم تونس من أقدم الأعلام الوطنية في إفريقيا والعالم العربي، محتفظًا بلونه الأحمر الذي يرمز للدماء الزكية والدفاع عن الأرض، وبالهلال والنجمة كرمز للهوية الإسلامية، بينما يبقى للتاريخ دور روسيا في هذه المحطة علامة فارقة في مسار تشكل أحد أهم الرموز الوطنية التونسية.

ومن هنا نرى أن ارتباط العلم التونسي بتاريخ روسيا ليس مجرد تلاقٍ عابر للأحداث، بل يحمل في طياته تأثيرًا عميقًا في رحلة هذا الرمز الوطني واستمراريته حتى اليوم.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *