لافتة عنصرية تثير جدلًا في شمال فرنسا وتدفع السلطات للتحقيق

أثارت لافتة تحمل عبارات تمييزية ضد العرب، وُجدت مُثبتة على شجرة في إحدى المساحات الخضراء بمدينة بيكينكور شمال فرنسا، موجة من الغضب والاستياء لدى السكان المحليين والناشطين الحقوقيين. وقد حملت اللافتة نصًا صريحًا بمنع العرب والسماح للكلاب فقط، وهو ما اعتبره كثيرون تعبيرًا واضحًا عن العنصرية والتحريض على الكراهية.

فور انتشار صور اللافتة على وسائل التواصل الاجتماعي، تحركت السلطات البلدية بسرعة، حيث قامت بتقديم شكوى رسمية ضد هذا التصرف الذي وصفته بـ”العمل العنصري المرفوض”. كما تم إعلام النيابة العامة لفتح تحقيق في الحادثة، بهدف الوصول إلى المسؤولين عن تعليق اللافتة ومحاسبتهم بموجب القوانين الفرنسية التي تجرم التحريض على الكراهية والتمييز العنصري.

وتأتي هذه الحادثة بعد اتهام أحد الأفراد – الذي تم تحديد هويته الافتراضية من خلال حساب شركته تحت اسم “Aqua Service 13” – بنشر خطاب كراهية مشابه، ما زاد من المطالبات المجتمعية بتشديد الرقابة ضد أي ممارسات أو إشارات تمييزية بحق الأقليات في فرنسا.

من جهتهم، عبر العديد من سكان المنطقة وجمعيات حقوق الإنسان عن قلقهم المتزايد من تصاعد مظاهر التمييز والعنصرية في بعض المناطق الفرنسية، معتبرين أن مثل هذه الأفعال تسيء إلى قيم الجمهورية الفرنسية القائمة على المساواة والتسامح.

هذا التطور لقي تفاعلًا واسعًا في وسائل الإعلام الفرنسية التي سلطت الضوء على خطورة التحريض على الكراهية، وأكدت على أهمية تعزيز برامج التوعية والتربية ضد كافّة أشكال العنصرية والتمييز، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات الأوروبية من تصاعد الخطابات المتطرفة.

ويُنتظر أن تحدد النيابة المسار القانوني في هذه القضية بعد انتهاء التحقيقات، في الوقت الذي جدّدت فيه سلطات مدينة بيكينكور التزامها باتخاذ موقف حازم من أي مظاهر عنصرية أو إقصائية تطال أي مكوّن من مكونات المجتمع الفرنسي.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *