مأساة جديدة للهجرة: وفاة طفلين وفقدان شخص بعد انقلاب قارب قرب السواحل التونسية
شهد البحر قبالة السواحل التونسية فاجعة إنسانية أخرى جرّاء محاولة عشرات الأشخاص الهجرة عبر البحر المتوسط، إذ توفي طفلان ولا يزال شخص في عداد المفقودين إثر انقلاب قارب يقل حوالي 90 مهاجرًا. الحادثة وقعت أثناء محاولة تدخل سفينة تجارية في منطقة البحث والإنقاذ التابعة للسلطات التونسية.
وبحسب منظمة “سي ووتش” غير الحكومية المعنية بمراقبة وضع المهاجرين ومساعدتهم في البحر، فقد أكدت أن سفينتها الإغاثية “أورورا” لم تتمكن من التدخل نظرًا لاحتجازها لعدة أيام من قبل السلطات في الميناء، ما أعاق جهود الإنقاذ في الوقت الحرج.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن القارب كان يحمل على متنه رجالاً ونساءً وأطفالاً من جنسيات متعددة، في رحلة محفوفة بالمخاطر نحو السواحل الأوروبية. وعندما بدأ القارب في الغرق، سارعت سفينة تجارية قريبة لمحاولة إنقاذ الركاب إلا أن الحادث أدى إلى وفاة طفلين فورًا، بينما اعتُبر آخر في عداد المفقودين وسط البحر.
شددت منظمة “سي ووتش” على أن احتجاز سفن الإنقاذ يفاقم من حجم الكوارث الإنسانية في البحر المتوسط، معربة عن أسفها لعدم تمكن طاقمها من المشاركة في عمليات الإنقاذ. كما طالبت المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بضرورة مراجعة السياسات التي تحول دون تقديم النجدة الفورية للغرقى والمهاجرين المحتاجين للمساعدة.
يذكر أن البحر المتوسط قد شهد على مرّ السنوات الماضية تكرار حوادث الغرق، خاصة قبالة السواحل التونسية والليبية، مع تزايد محاولات الهرب من الفقر والحروب والبحث عن حياة أفضل. وتخلف هذه الحوادث بشكل مستمر أعداداً متزايدة من الضحايا بين قتيل ومفقود، في ظل استمرار تدفق قوارب الهجرة غير النظامية.
ويعد هذا الحادث الأخير مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة الكوارث الإنسانية التي يشهدها المتوسط، في وقت يطالب فيه نشطاء ومنظمات إنسانية بوضع آليات إنقاذ أكثر فاعلية وتعاون إقليمي ودولي للحد من تكرار هذه الحوادث المأساوية، وتوفير بدائل إنسانية للراغبين في الهجرة.