مأساة مهاجر تونسي في سجن إيطالي تثير قلق حقوقي واسع

شهدت السجون الإيطالية حادثة مأساوية جديدة بعد وفاة مهاجر تونسي يبلغ من العمر 30 عامًا، حيث أقدم على الانتحار أثناء احتجازه في سجن “بييترو تشيرولي” بمدينة تراباني. جاء هذا الحدث ليزيد من المخاوف حول ظروف الاحتجاز الصعبة التي يشكو منها النزلاء والعاملون على حد سواء، وسط اتهامات من قبل منظمات حقوقية بوصف البيئة هناك بغير الإنسانية.

تشير شهادات مقربين من الضحية وزملائه داخل السجن إلى معاناة الشاب من ظروف معيشية مزرية وضغوط نفسية هائلة، في ظل غياب الرعاية اللازمة والدعم النفسي. يتم تداول أن السجين حاول في أكثر من مناسبة إيذاء نفسه، ما يسلط الضوء على حجم التأزم النفسي والاجتماعي الذي قد يواجهه المهاجرون في مراكز الاحتجاز الإيطالية.

تزامن ذلك مع صمت تام من وزارة العدل الإيطالية وعدم إصدار أي بيانات رسمية حتى الآن، رغم تزايد عدد حالات الوفاة في سجون البلاد، حيث سجلت تقارير حقوقية وفاة ثمانية تونسيين على الأقل منذ بداية عام 2025، في سجون مختلفة بإيطاليا نتيجة ظروف وصفت بأنها “مأسوية”. ويطالب نشطاء حقوق الإنسان والعديد من الجمعيات الدولية السلطات الإيطالية بفتح تحقيق عاجل في ظروف الاحتجاز داخل سجونها وتوفير الظروف الملائمة وضمان حقوق المعتقلين.

ويقول مراقبون إن انتحار الشاب التونسي يعكس معاناة آلاف المهاجرين الذين يواجهون تحديات نفسية وإنسانية كبيرة أثناء سعيهم لحياة أفضل في أوروبا. كما دعا ناشطون من تونس وإيطاليا إلى ضرورة مراجعة القوانين المتعلقة بالمهاجرين ووضع معايير واضحة لمعاملة السجناء لضمان سلامتهم وكرامتهم.

ما تزال هذه الحادثة المؤسفة تثير حالة من الغضب والحزن في الأوساط الحقوقية والاجتماعية، في انتظار تحرك عاجل من السلطات المعنية لكشف الحقيقة وتحسين ظروف السجون الإيطالية، خاصة بالنسبة للمهاجرين الذين يعانون الاغتراب والضغوط النفسية المتراكمة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *