مبادرة تونسية جديدة لتخليد حنبعل عبر تمثال تاريخي عملاق
أعاد الباحث التونسي سامي جلولي أخيراً إحياء مبادرته الوطنية لإقامة تمثال ضخم يخلّد القائد القرطاجني الشهير حنبعل، أحد أبرز الشخصيات في التاريخ القديم لتونس. تأتي هذه المبادرة ضمن جهود إبراز الرموز الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والتاريخي للبلاد.
انطلقت فكرة المشروع لدى جلولي قبل ثلاث سنوات، حيث تصوّر إقامة تمثال يتجاوز ارتفاعه 100 متر ليكون واحداً من أكبر التماثيل التاريخية ليس فقط في تونس، وإنما على مستوى المتوسط. ويتضمن التصميم أن يكون التمثال قائماً على قاعدة ارتفاعها 50 متراً تعلوها تمثال حنبعل بعلو مماثل، ليشكل بذلك عملاً فنياً وثقافياً فريداً يرمز للعراقة التونسية.
وقد شدد جلولي على أهمية ربط ذاكرة حنبعل بتونس تحديداً، مؤكداً أن الشخصيات التاريخية الكبرى مثل حنبعل يجب أن تظل مرتبطة بموطنها الأصلي. ورفض جلولي أي محاولات لنقل رمزية حنبعل أو قبره المزعوم إلى دول أخرى، في إشارة إلى رغبة بعض الأطراف في ربطه بتركيا، معتبراً أن هذا التحرك غير مدعوم بأدلة تاريخية موثوقة ولا يخدم الحقيقة التاريخية أو التراث الوطني لتونس.
كما أشار الباحث إلى أن مشروع التمثال من شأنه تعزيز السياحة الثقافية في تونس، إذ يمكن أن يصبح مركزاً لاستقطاب الزوار والباحثين من أنحاء العالم، فضلاً عن إسهامه في ترسيخ مكانة تونس كمهد للحضارة القرطاجية.
جدير بالذكر أن المشروع ما يزال في مرحلة البحث عن التمويل والشركاء التنفيذين، فيما يأمل القائمون عليه أن يلقى دعماً حكومياً وشعبياً يليق بقيمة حنبعل الرمزية. ويظل طموح الكثير من التونسيين أن يروا هذا العمل الضخم يتحقق قريباً ليعيد إلى الأذهان أمجاد التاريخ القرطاجي ويبقي ذكراه حيّة في الوجدان الوطني للأجيال القادمة.
