مبدعون تونسيون يساندون حراك قابس ويطالبون بإنهاء التلوث

أصدر عدد كبير من الفنانين والمبدعين التونسيين، إلى جانب مجموعة من العاملين في الحقل الثقافي، بيانًا أعربوا فيه عن وقوفهم الكامل خلف أهالي مدينة قابس الذين دخلوا في سلسلة من الاحتجاجات السلمية خلال الأيام الأخيرة. وقد جاءت هذه التحركات التي شهدتها المدينة كصرخة لإنهاء معاناة دامت أكثر من خمسين سنة بسبب الملوثات الصناعية وانبعاثات المجمعات الكيميائية، مطالبين بتفكيك هذه الوحدات وضرورة حماية صحة السكان وبيئتهم.

وأكد الموقعون على البيان تضامنهم ودعمهم لمطالب المحتجين، مشيدين بحس التضامن بين أهالي قابس ووحدتهم في التصدي لمخاطر التلوث الذي حوّل حياة الكثيرين إلى معاناة يومية. وقد ذكر البيان أن معاناة المدينة تحولت إلى قضية رأي عام وطني، تستدعي تدخلًا عاجلًا من السلطات وتجاوبًا جديًا مع مطالب المحتجين المشروعة، خاصة ما يتعلق بإيجاد حلول جذرية لمسألة التلوث الصناعي وحماية الموارد البيئية المحلية.

ودعا الفنانون والناشطون الثقافيون كافة القوى الحية في المجتمع، والسلطات المعنية، إلى تحمل مسؤوليتها في إنهاء ما وصفوه بـ”مصانع الموت الكيميائي” حفاظًا على حياة أهالي الجهة ومستقبل الأجيال القادمة. وأشاروا إلى أن مدينة قابس أصبحت رمزًا للنضال المدني والسلمي، مطالبين بمسيرات تضامنية أكثر وأشكال دعم متنوعة تبرز مدى مركزية القضية البيئية في تونس.

ومن اللافت أن هذه التحركات شهدت مشاركة واسعة من الهيئات المهنية والنقابات، كما نظمت دعوات لمسيرات تضامن انطلقت من العاصمة باتجاه المجمع الكيميائي بلافيات، في تعبير واضح عن وجود وعي جمعي متصاعد حول ضرورة معالجة التلوث البيئي ومخاطره الصحية.

ويأتي هذا الحراك في سياق تصاعد موجة الاحتجاجات البيئية والاجتماعية في تونس، حيث تؤكد أصوات المجتمع المدني والفنانين على أهمية اتخاذ إجراءات فورية، مشددين على أن مستقبل قابس وسلامتها البيئية لا يحتملان مزيدًا من الإهمال أو المماطلة من قبل الجهات المسؤولة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *